منتدى غذاؤك دواؤك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الأحداث سنة خمس عشرة

    avatar
    غذاؤك
    Admin


    عدد المساهمات : 2100
    تاريخ التسجيل : 12/11/2013

    الأحداث سنة خمس عشرة Empty الأحداث سنة خمس عشرة

    مُساهمة من طرف غذاؤك الإثنين 29 أبريل 2019 - 14:26

    الأحداث سنة خمس عشرة Alathe10

    بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
    أحوال البلاد وأخبار العباد
    الأحداث سنة خمس عشرة
    الأحداث سنة خمس عشرة 1410
    ● [ ثم دخلت سنة خمس عشرة ] ●

    وقيل: إن الكوفة مصرها سعد بن أبي وقاص في هذه السنة، دلهم على موضعها ابن بقيلة، قال لسعد: أدلك على أرض لله ارتفعت من البق وانحدرت عن الفلاة! فدله على موضعها، وقيل غير ذلك، ويأتي ذكره.
    ● [ ذكر الوقعة بمرج الروم ] ●

    في هذه السنة كانت الوقعة بمرج الروم، وكان من ذلك أن أبا عبيدة وخالد بن الوليد سارا بمن معهما من فحل قاصدين حمص، فنزلا على ذي الكلاع، وبلغ الخبر هرقل فبعث توذر البطريق حتى نزل بمرج الروم غرب دمشق، ونزل أبو عبيدة بمرج الروم أيضاً، ونازله يوم نزوله شنش الرومي في مثل خيل توذر إمداداً لتوذر وردءاً وردءاً لأهل حمص. فلما نزل أصبحت الأرض من توذر بلاقع، وكان خالد بإزائه وأبو عبيدة بإزاء شنش، وسار توذر يطلب دمشق، فسار خالد وراءه وراءه في جريدة، وبلغ يزيد بن أبي سفيان فعل توذر فاستقبله فاقتتلوا، ولحق بهم خالد وهم يقتتلون فأخذهم من خلفهم ولم يفلت منهم إلا الشريد، وغنم المسلمون ما معهم، فقسمه يزيد في أصحابه وأصحاب خالد، وعاد يزيد إلى دمشق ورجع خالد إلى عبيدة وقد قتل توذر. وقاتل أبو عبيدة بعد مسير خالد شنش فاقتتلوا بمرج الروم، فقتلت الروم مقتلة عظيمة، وقتل شنش، وتبعهم المسلمون إلى حمص، فلما بلغ هرقل ذلك أمر بطريق حمص بالمسير إليها، وسار هو إلى الرهاء، وسار أبو عبيدة إلى حمص.
    ● [ ذكر فتح حمص وبعلبك ] ●
    وغيرهما

    فلما فرغ أبو عبيدة من دمشق سار إلى حمص فسلك طريق بعلبك فحصرها، فطلب أهلها الأمان فآمنهم وصالحهم وسار عنهم فنزل على حمص ومعه خالد، وقيل: غنما سار المسلمون إلى حمص من مرج الروم، وقد تقدم ذكره. فلما نزلوها قاتلوا أهلها فكانوا يغادونهم القتال ويراوحونهم في كل يوم بارد، ولقي المسلمون برداً شديداً والروم حصاراً طويلاً، فصبر المسلمون والروم، وكان هرقل قد أرسل إلى أهل حمص يعدهم المدد وأمر أهل الجزيرة جميعها بالتجهز إلى حمص، فساروا نحو الشام ليمنعوا حمص عن المسلمين. فسير سعد بن أبي وقاص السرايا من العراق إلى هيت وحصروها، وسار بعضهم إلى قرقيسيا، فتفرق أهل الجزيرة وعادوا عن نجدة أهل حمص، فكان أهلها يقولون: تمسكوا بمدينتكم فإنهم حفاة، فإذا أصابهم البرد تقطعت أقدامهم. فكانت أقدام الروم تسقط ولا يسقط للمسلمين إصبع.
    فلما خرج الشتاء قام شيخ من الروم فدعاهم إلى مصالحة المسلمين فلم يجيبوه، وقام آخر فلم يجيبوه، فناهدهم المسلمون فكبروا تكبيرة فانهدم كثير من دور حمص وزلزلت حيطانهم فتصدعت، فكبروا ثانية فأصابهم أعظم من ذلك، فخرج أهلها إليهم يطلبون الصلح ولا يعلم المسلمون بما حدث فيهم، فأجابوهم وصالحوهم على صلح دمشق، وأنزلها أبو عبيدة السمط بن الأسود الكندي في بني معاوية، والأشعث بن ميناس في السكون، والمقداد في بلي، وأنزلها غيرهم، وبعث بالأخماس إلى عمر مع عبد الله بن مسعود، وكتب عمر إلى أبي عبيدة: أن أقم بمدينتك وادع أهل القوة من عرب الشام فإني غير تارك البعثة إليك.
    ثم استخلف أبو عبيدة على حمص عبادة بن الصامت، وسار إلى حماة، فتلقاه أهلها مذعنين، فصالحهم أبو عبيدة على الجزية لرؤوسهم والخراج على أرضهم، ومضى نحو شيزر، فخرجوا إليه يسألون الصلح على ما صالح عليه أهل حماة، وسار أبو عبيدة إلى عبيدة إلى معرة حمص، وهي معرة النعمان، نسبت بعد إلى النعمان بن بشير الأنصاري، فأذعنوا له بالصلح على ما صالح عليه أهل حمص. ثم أتى اللاذقية فقاتله أهلها، وكان لها باب عظيم يفتحه جمعٌ من الناس، فعسكر المسلمون على بعد منها، ثم أمر فحفر حائر عظيمة تستر الحفرة منها الفارس راكباً، ثم أظهروا أنهم عائدون عنها ورحلوا، فلما جنهم الليل عادوا واستتروا في تلك الحفائر، وأصبح أهل اللاذقية وهم يرون أن المسلمين قد انصرفوا عنهم فأخرجوا سرحهم وانتشروا بظاهر البلد، فلم يرعهم إلا والمسلمون يصيحون بهم ودخلوا معهم المدينة وملكت عنوةً وهرب قوم من النصارى إلى اليسيد ثم طلبوا الأمان على أن يرجعوا إلى أرضهم، فقوطعوا على خراج يؤدونه قلوا أو كثروا وتركت لهم كنيستهم، وبنى المسلمون بها مسجداً جامعاً، بناه عبادة بن الصامت، ثم وسع فيه بعد.
    ولما فتح المسلمون اللاذقية جلا أهل جبلة من الروم عنها، فلما كان زمن معاوية بنى حصناً خارج الحصن الرومي وشحنه بالرجال.
    وفتح المسلمون مع عبادة بن الصامت أنطرطوس، وكان حصيناً، فجلا عنه أهله، فبنى معاوية مدينة أنطرطوس ومصرها وأقطع بها القطائع للمقاتلة، وكذلك فعل ببانياس. وفتحت سلمية أيضاً، وقيل: إنما سميت سلمية لأنه كان بقربها مدينة تدعى المؤتفكة انقلبت بأهلها ولم يسلم منهم غير مائة نفس فبنوا لهم مائة منزل وسميت سلم مائة، ثم حرف الناس اسمها فقالوا: سلمية، وهذا يتمشى لقائله لو كان أهلها عرباً ولسانهم عربياً، وأما إذ كان لسانهم أعجمياً فلا يسوغ هذا القول. ثم إن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس اتخذها داراً وبنى ولده فيها ومصروها ونزلها من نزلها من ولده، فهي وأرضوها لهم.
    ● [ ذكر فتح قنسرين ] ●
    ودخول هرقل القسطنطينية

    ثم أرسل أبو عبيدة خالد بن الوليد إلى قنسرين. فلما نزل الحاضر زحف إليهم الروم وعليهم ميناس، وكان من أعظم الروم بعد هرقل، فاقتتلوا فقتل ميناس ومن معه مقتلة عظيمة لم يقتلوا مثلها، فماتوا على دمٍ واحد. وسار خالد حتى نزل على قنسرين فتحصنوا منه، فقالوا: لو كنتم في السحاب لحملنا الله إليكم أو لأنزلكم إلينا. فنظروا في أمرهم ورأوا ما لقي أهل حمص فصالحوهم على صلح حمص، فأبى خالد إلا على إخراب المدينة فأخربها. فعند ذلك دخل هرقل القسطنطينية؛ وسببه: أن خالداً وعياضاً أدربا إلى هرقل من الشام، وأدرب عمرو بن مالك من الكوفة، فخرج من ناحية قرقيسيا، وأدرب عبد الله بن المعتم من ناحية الموصل ثم رجعوا، فعندها دخل هرقل القسطنطينية، وكانت هذه أول مدربة في الإسلام سنة خمس عشرة، وقيل ستة عشرة.
    فلما بلغ عمر صنيع خالد قال: أمر خالد نفسه، يرحم الله أبو بكر هو كان أعلم بالرجال مني! وقد كان عزله والمثنى بن حارثة وقال: إني لم أعزلهما عن ريبة ولكن الناس عظموهما فخشيت أن يوكلوا إليهما.
    فأما المثنى فإنه رجع عن رأيه فيه لما قام بعد أبي عبيد ورجع عن خالد بعد قنسرين. وأما هرقل فإنه خرج من الرهاء؛ وكان أول من أنبح كلابها ونفر دجاجها من المسلمين زياد بن حنظلة، وكان من الصحابة، وسار هرقل فنزل بشمشاط، ثم أدرب منها نحو القسطنطينية. فلما أراد المسير منها علا على نشزٍ ثم التفت إلى الشام فقال: السلام عليك يا سورية، سلام لا اجتماع بعده، ولا يعود إليك رومي أبداً إلا خائفاً حتى يولد المولود المشؤوم، ويا ليته لا يولد! فما أحلى فعله وأمر فتنته على الروم. ثم سار فدخل القسطنطينية، وأخذ أهل الحصون التي بين إسكندرية وطرسوس معه لئلا يسير المسلمون في عمارة ما بين أنطاكية وبلاد الروم، وشعث الحصون، فكان المسلمون لا يجدون بها أحداً، وربما كمن عندها الروم فأصابوا غرة المتخلفين، فاحتاط المسلمون لذلك.
    ● [ ذكر فتح حلب وأنطاكية ] ●
    وغيرهما من العواصم

    لما فرغ عبيدة من قنسرين سار إلى حلب، فبلغه أن أهل قنسرين نقضوا وغدروا، فوجه إليهم السمط ابن الأسود الكندي فحصرهم وفتحها وأصاب فيها بقراً وغنماً فقسم بعضه في جيشه وجعل بقيته في المغنم. ووصل أبو عبيدة إلى حاضر حلب وهو قريب منها فجمع أصنافاً من العرب، فصالحهم أبو عبيدة على الجزية ثم أسلموا بعد ذلك إلا من شذ عن جماعتهم، وأتى حلب وعلى مقدمته عياض بن غنم الفهري، فتحصن أهلها وحصرهم المسلمون فلم يلبثوا أن طلبوا الصلح والأمان على أنفسهم وأولادهم ومدينتهم وكنائسهم وحصنهم، فأعطوا ذلك واستثني عليهم موضع المسجد، وكان الذي صالحهم عياض، فأجاز أبو عبيدة ذلك. وقيل: صولحوا على أن يقاسموا منازلهم وكنائسهم. وقيل: إن أبا عبيدة لم يصادف بحلب أحداً لأ انتقلوا إلى أنطاكية وراسلوا في الصلح، فلما تم ذلك رجعوا إليها.
    وسار أبو عبيدة من حلب إلى أنطاكية وقد تحصن بها كثير من الخلق من قنسرين وغيرها. فلما فارقها لقيه جمع العدو فهزمهم فألجأهم إلى المدينة وحاصرها من جميع نواحيها، ثم إنهم صالحوه على الجلاء أو الجزية، فجلا بعض وأقام بعض فآمنهم، ثم نقضوا فوجه أبو عبيدة إليهم عياض بن غنم وحبيب بن مسلمة، ففتحاها على الصلح الأول.
    وكانت أنطاكية عظيمة الذكر عند المسلمين، فلما فتحت كتب عمر إلى عبيدة أن رتب بأنطاكية جماعة من المسلمين واجعلهم بها مرابطة ولا تحبس عنهم العطاء.
    وبلغ أبا عبيدة أن جمعاً من الروم بين معرة مصرين وحلب، فسار إليهم فلقيهم فهزمهم وقتل عدة بطارقة وسبى وغنم وفتح معرة مصرين على مثل صلح حلب وجالت خيوله فبلغت بوقا وفتحت قرى الجومة وسرمين ومرتحوان وتيزين وغلبوا على جميع أرض قنسرين وأنطاكية، ثم أتى أبو عبيدة حلب وقد التاث أهلها، فلم يزل بهم حتى أذعنوا وفتحوا المدينة. وسار أبو عبيدة يريد قورس وعلى مقدمته عياض، فلقيه راهب من رهبانها يسأله الصلح، فبعث به إلى أبي عبيدة فصالحه على صلح أنطاكية، وبث خيله فغلب على جميع أرض قورس وفتح تل عزاز، وكان سلمان بن ربيعة الباهلي في جيش أبي عبيدة فنزل في حصن بقورس فنسب إليه يعرف بحصن سلمان.
    ثم سار أبو عبيدة إلى منبج وعلى مقدمته عياض، فلحقه وقد صالح أهلها على مثل صلح أنطاكية، وسير عياضاً إلى ناحية دلوك ورعبان فصالحه أهلها على مثل صلح منبج، واشترط عليهم أن يخبروا المسلمين بخبر الروم. وولي أبو عبيدة كل كورة فتحها عاملاً وضم إليه جماعة وشحن النواحي المخوفة، وسار إلى بالس، وبعث جيشاً مع حبيب بن مسلمة إلى قاصرين فصالحهم أهلها على الجزية أو الجلاء، فجلا أكثرهم إلى بلد الروم وأرض الجزيرة وقرية جسر منبج، ولم يكن الجسر يومئذٍ، وإنما اتخذ في خلافة عثمان للصوائف، وقيل: بل كان له رسم قديم. واستولى المسلمون على الشام من هذه الناحية إلى الفرات، وعاد أبو عبيد إلى فلسطين.
    وكان بجبل اللكام مدينة يقال لها جرجرومة وأهلها يقال لهم الجراجمة، فسار حبيب بن مسلمة إليها من أنطاكية فافتتحها صلحاً على أن يكونوا أعواناً للمسلمين.
    وفيها سير أبو عبيدة بن الجراح جيشاً مع ميسرة بن مسروق العبسي، فسلكوا درب بغراس من أعمال أنطاكية إلى بلاد الروم، وهو أول من سلك ذلك الدرب، فلقي جمعاً للروم معهم عرب من غسان وتنوخ وإياد يريدون اللحاق بهرقل، فأوقع بهم وقتل منهم مقتلة عظيمة، ثم لحق به مالك الأشتر النخعي مدداً من قبل أبي عبيدة وهو بأنطاكية، فسلموا وعادوا. وسير جيشاً آخر إلى مرعش مع خالد بن الوليد ففتحها على إجلاء أهلها بالأمان وأخربها. وسير جيشاً آخر مع حبيب بن مسلمة إلى حصن الحدث، وإنما سمي الحدث لأن المسلمين لقوا عليه غلاماً حدثاً فقاتلهم في أصحابه، فقيل درب الحدث، وقيل: لأن المسلمين أصيبوا به فقيل درب الحدث، وكان بنو أمية يسمونه درب السلامة لهذا المعنى.
    ● [ ذكر فتح قيسارية وحصر غزة ] ●

    في هذه السنة فتحت قيسارية، وقيل: سنة تسع عشرة، وقيل: سنة عشرين.
    وكان سببها: أن عمر كتب إلى يزيد بن أبي سفيان أن يرسل معاوية إلى قيسارية؛ وكتب عمر إلى معاوية يأمره بذلك، فسار معاوية إليها فحصر أهلها، فجعلوا يزاحفونه وهو يهزمهم ويردهم إلى حصنهم. ثم زاحفوه آخر ذلك مستميتين، وبلغت قتلاهم في المعركة ثمانين ألفاً وكملها في هزيمتهم مائة ألف وفتحها، وكان علقمة بن مجزز قد حصر القيقار بغزة وجعل يراسله، فلم يشفه أحد بما يريد، فأتاه كأنه رسول علقمة، فأمر القيقار رجلاً أن يقعد له في الطريق فإذا مر به قتله، ففطن علقمة فقال: إن معي نفراً يشركونني في الرأي فأنطلق فآتيك بهم، فبعث القيقار إلى ذلك الرجل أن لا يعرض له، فخرج علقمة من عنده فلم يعد وفعل كما فعل عمرو بالأرطبون.
    مجزز بجيم وزايين الأولى مكسورة.
    ● [ ذكر فتح بيسان ووقعة أجنادين ] ●

    ولما انصرف أبو عبيدة وخالد إلى حمص نزل عمرو وشرحبيل على أهل بيسان فافتتحاها وصالحا أهل الأردن، واجتمع عسكر الروم بغزة وأجنادين وبيسان، وسار عمرو وشرحبيل إلى الأرطبون ومن معه وهو بأجنادين، واستخلف على الأردن أبا الأعور، فنزل بالأرطبون ومعه الروم. وكان الأرطبون أدهى الروم وأبعدها غوراً، وكان قد وضع بالرملة جنداً عظيماً، وبإيلياء جنداً عظيماً. فلما بغل عمر بن الخطاب الخبر قال: قد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب فانظروا عم تنفرج.
    وكان معاوية قد شغل أهل قيسارية عن عمرو، وكان عمرو قد جعل علقمة بن حكيم الفراسي ومسروق بن فلان العكي على قتال أهل إيلياء، فشغلوا من به عنه، وجعل أيضاً أبا أيوب المالكي على من بالرملة من الروم فشغلهم عنه، وتتابعت الأمداد من عند عمر إلى عمرو، وأقام عمرو على أجنادين لا يقدر من الأرطبون على شيء ولا تشفيه الرسل، فسار إليه بنفسه فدخل عليه كأنه رسول، ففطن به الأرطبون وقال: لاشك أن هذا هو الأمير أو من يأخذ الأمير برأيه، فأمر إنساناً أن يقعد على طريقه ليقتله إذا مر به، وفطن عمرو لفعله فقال له: قد سمعت مني وسمعت منك، وقد وقع قولك مني موقعاً وأنا واحد من عشرة بعثنا عمر إلى هذا الوالي لنكانفه فأرجع فآتيك بهم الآن رأوا الذي عرضت علي الآن فقد رآه الأمير وأهل العسكر، وإن لم يروه رددتهم إلى مأمنهم وكنت على رأس أمرك. فقال: نعم، ورد الرجل الذي أمر بقتله. فخرج عمرو من عنده وعلم الرومي أنها خدعة اختدعه بها فقال: هذا أدهى الخلق!
    وبلغت خديعته عمر بن الخطاب فقال: لله در عمرو! وعرف عمرو مأخذه فلقيه فاقتتلوا بأجنادين قتالاً شديداً كقتال اليرموك حتى كثرت القتلى بينهم، وانهزم أرطبون إلى إيلياء، ونزل عمرو أجنادين، وأفرج المسلمون الذين يحصرون بيت المقدس لأرطبون، فدخل إيلياء وأزاح المسلمين عنه إلى عمرو.
    وقد تقدم وقعة أجنادين على قول من يجعلها قبل اليرموك، وسياقها على غير هذه السياقة، فلهذا ذكرناها هنالك وها هنا.
    من فتح بيت المقدس إلى فتح قرقيسيا
    ● [ ذكر فتح بيت المقدس ] ●
    وهو إيلياء

    في هذه السنة فتح بيت المقدس، وقيل: سنة ست عشرة في ربيع الأول.
    وسبب ذلك أنه لما دخل أرطبون إيلياء فتح عمرو غزة، وقيل: كان فتحها في خلافة أبي بكر، ثم فتح سبسطية، وفيها قبر يحيى بن زكرياء، عليه السلام، وفتح نابلس بأمان على الجزية، وفتح مدينة لد، ثم فتح يبنى وعمواس وبيت جبرين، وفتح يافا، وقيل: فتحها معاوية، وفتح عمرو مرج عيون، فلما تم له ذلك أرسل إلى أرطبون رجلاً يتكلم بالرومية وقال له: اسمع ما يقول، وكتب معه كتاباً، فوصل الرسول ودفع الكتاب إلى أرطبون وعنده وزراؤه، فقال أرطبون: لا يفتح والله عمرو شيئاً من فلسطين بعد أجنادين. فقالوا له: من أين علمت هذا؟ فقال: صاحبها رجل صفته كذا وكذا، وذكر صفة عمر. فرجع الرسول إلى عمرو فأخبره الخبر، فكتب إلى عمر بن الخطاب يقول: إني أعالج عدواً شديداً وبلاداً قد ادخرت لك، فرأيك. فعلم عمر أن عمراً لم يقل ذلك إلا بشيء سمعه، فسار عمر عن المدينة.
    وقيل: كان سبب قدوم عمر إلى الشام أن أبا عبيدة حصر بيت المقدس، فطلب أهله منه أن يصالحهم على صلح أهل مدن الشام وأن يكون المتولي للعقد عمر بن الخطاب، فكتب إليه ذلك، فسار عن المدينة واستخلف عليها علي ابن أبي طالب، فقال له علي: أين تخرج بنفسك؟ إنك تريد عدواً كلباً. فقال عمر: أبادر بالجهاد قبل موت العباس، إنكم لو فقدتم العباس لانتفض بكم الشر كما ينتقض الحبل. فمات العباس لست سنين من خلافة عثمان، فانتقض بالناس الشر.
    وسار عمر فقدم الجابية على فرس، وجميع ما قدم الشام أربع مرات: الأولى على فرس، الثانية على بعير، والثالثة على بغل، رجع لأجل الطاعون، والرابعة على حمار. وكتب إلى أمراء الأجناد أن يوافوه بالجابية ليوم سماه لهم في المجردة ويستخلفوا على أعمالهم، فلقوه حيث رفعت لهم الجابية، فكان أول من لقيه يزيد وأبو عبيدة ثم خالد على الخيول عليهم الديباج والحرير، فنزل وأخذ الحجارة ورماهم بها وقال: ما أسرع ما رجعتم عن رأيكم! إياي تستقبلون في هذا الزي وإنما شبعتم مذ سنتين! وبالله لو فعلتم هذا على رأس المائتين لاستبدلت بكم غيركم. فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنها يلامقة، وإن علينا السلاح. قال: فنعم إذن. وركب حتى دخل الجابية وعمرو وشرحبيل بأجنادين كأنهما لم يتحركا من مكانهما.
    فلما قدم عمر الجابية قال له رجل من اليهود يا أمير المؤمنين، إنك لا ترجع إلى بلادك حتى يفتح الله عليك إيلياء، وكانوا قد شجوا عمراً وأشجاهم ولم يقدر عليها ولا على الرملة. فبينما عمر معسكر بالجابية فزع الناس إلى السلاح، فقال: ما شأنكم؟ فقالوا: ألا ترى إلى الخيل والسيوف؟ فنظر فإذا كردوس يلمعون بالسيوف. فقال عمر: مستأمنة فلا تراعوا، فأمنوهم، وإذا أهل إيلياء وحيزها، فصالحهم على الجزية وفتحوها له؛ وكان الذي صالحه العوام من أهل إيلياء والرملة لأن أرطبون والتذارق دخلا مصر لما وصل عمر إلى الشام وأخذا كتابه على إيلياء وحيزها والرملة وحيزها، فشهد ذلك اليهودي الصلح. فسأله عمر عن الدجال، وكان كثير السؤال عنه. فقال له: وما مسألتك عنه يا أمير المؤمنين؟ أنتم والله تقتلونه دون باب لد ببضع عشرة ذراعاً. وأرسل عمر إليهم بالأمان وجعل علقمة بن حكيم على نصف فلسطين وأسكنه الرملة، وجعل علقمة بن مجزز على نصفها الآخر وأسكنه إيلياء. وضم عمراً وشرحبيل إليه بالجابية، فلقياه راكباً فقبلا ركبتيه، وضم عمر كل واحد منهما محتضنهما.
    ثم سار إلى بيت المقدس من الجابية فركب فرسه فرأى به عرجاً، فنزل عنه وأتي ببرذون فركبه، فجعل يتجلجل به، فنزل وضرب وجهه وقال: لا أعلم من علمك هذه الخيلاء! ثم لم يركب برذوناً قبله ولا بعده.
    وفتحت إيلياء وأهلها على يديه. وقيل: كان فتحها سنة ست عشرة، ولحق أرطبون ومن أبى الصلح من الروم بمصر، فلما ملك المسلمون مصر قتل، وقيل: بل لحق بالروم، فكان يكون على صوائفهم، والتقى هو وصاحب صائفة المسلمين، ومع المسلمين رجل من قيس يقال له ضريس، فقطع يد القيسي وقتله القيسي، فقال فيه:
    فإن يكن أرطبون الروم أفسدها ... فإن فيها بحمد الله منتفعا
    وإن يكن أرطبون الروم قطعها ... فقد تركت بها أوصاله قطعا
    بنانتان وجرموز أقيم به ... صدر القناة إذا ما آنسوا فزعا
    ● [ ذكر فرض العطاء وعمل الديوان ] ●

    وفي سنة خمس عشرة فرض عمر للمسلمين الفروض، ودون الدواوين، وأعطى العطايا على السابقة، وأعطى صفوان بن أمية والحارث بن هشام وسهيل ابن عمرو في أهل الفتح أقل ما أخذ من قبلهم، فامتنعوا من أخذه وقالوا: لا نعترف أن يكون أحد أكرم منا. فقال: إني أعطيتكم على السابقة في الإسلام لا على الأحساب. قالوا: فنعم إذاً، وأخذوا، وخرج الحارث وسهيل بأهليهما نحو الشام فلم يزالا مجاهدين حتى أصيبا في بعض تلك الدروب، وقيل: ماتا في طاعون عمواس.
    ولما أراد عمر وضع الديوان قال له علي وعبد الرحمن بن عوف: ابدأ بنفسك. قال: لا بل أبدأ بعم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ثم الأقرب فالأقرب؛ ففرض للعباس وبدأ به، ثم فرض لأهل بدر خمسة آلاف خمسة آلاف، ثم فرض لمن بعد بدر إلى الحديبية أربعة آلاف أربعة آلاف، ثم فرض لمن بعد الحديبية إلى أن أقلع أبو بكر عن أهل الردة ثلاثة آلاف ثلاثة آلاف؛ في ذلك من شهد الفتح وقاتل عن أبي بكر ومن ولي الأيام قبل القادسية، كل هؤلاء ثلاثة آلاف ثلاثة آلاف، ثم فرض لأهل القادسية وأهل الشام ألفين ألفين، وفرض لأهل البلاء النازع منهم ألفين وخمسمائة ألفين وخمسمائة.
    فقيل له: لو ألحقت أهل القادسية بأهل الأيام، فقال: لم أكن لألحقهم بدرجة من لم يدركوا. وقيل له: قد سويت من بعدت داره بمن قربت داره وقاتلهم عن فنائه. فقال: من قربت داره بالزيادة لأنهم كانوا ردءاً للحتوف وشجىً للعدو، قال المهاجرون مثل قولكم حين سوينا بين السابقتين منهم والأنصار! فقد كانت نصرة الأنصار بفنائهم وهاجر إليهم المهاجرون من بعد.
    وفرض لمن بعد القادسية واليرموك ألفاً ألفاً، ثم فرض للروادف المثنى خمسمائة خمسمائة، ثم للروادف الثليث بعدهم ثلاثمائة ثلاثمائة، سوى كل طبقة في العطاء قويهم وضعيفهم، عربهم وعجمهم، وفرض للروداف الربيع على مائتين وخمسين، وفرض لمن بعدهم، وهم أهل هجر والعباد، على مائتين، وألحق أهل بدر أربعة من غير أهلها: الحسن والحسين وأبا ذر وسلمان. وكان فرض للعباس خمسة وعشرين ألفاً، وقيل: اثني عشر الفاً، وأعطى نساء النبي، صلى الله عليه وسلم، عشرة آلاف عشرة آلاف، إلا من جرى عليها الملك. فقال نسوة رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ما كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يفضلنا عليهن في القسمة، فسو بيننا؛ ففعل وفضل عائشة بألفين لمحبة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إياها، فلم تأخذ. وجعل نساء أهل بدر في خمسمائة خمسمائة، ونساء من بعدهم إلى الحديبية على أربعمائة، ونساء من بعد ذلك إلى الأيام ثلاثمائة ثلاثمائة، ونساء أهل القادسية مائتين مائتين، ثم سوى بين النساء بعد ذلك وجعل الصبيان سواء على مائة مائة، ثم جمع ستين مسكيناً وأطعمهم الخبز، فأحصوا ما أكلوا فوجدوه يخرج من جريبتين، ففرض لكل إنسان منهم ولعياله جريبتين في الشهر.
    وقال عمر قبل موته: لقد هممت أن أجعل العطاء أربعة آلاف أربعة آلاف، ألفاً يجعلها الرجل في أهله، والفاً يزودها معه، وألفاً يتجهز بها، وألفاً يترفق بها. فمات قبل أن يفعل.
    وقال له قائل عند فرض العطاء: يا أمير المؤمنين لو شركت في بيوت الأموال عدة لكونٍ إن كان. فقال: كلمة ألقاها الشيطان على فيك وقاني الله شرها، وهي فتنة لمن بعدي، بل أعد لهم ما أعد الله ورسوله طاعة لله ورسوله، هما عدتنا التي بها أفضينا إلى ما ترون، فإذا كان المال ثمن دين أحدكم هلكتم.
    وقال عمر للمسلمين: إني كنت أمرأً تاجراً يغني الله عيالي بتجارتي، وقد شغلتموني بأمركم هذا، فما ترون أنه يحل لي في هذا المال؟ وعليٌّ ساكت. فأكثر القوم، فقال: ما تقول يا علي؟ فقال: ما أصلحك وعيالك بالمعروف ليس لك غيره. فقال القوم: ما قال علي. فأخذ قوته واشتدت حاجة عمر، فاجتمع نفر من الصحابة منهم عثمان وعلي وطلحة والزبير فقالوا: لو قلنا لعمر في زيادة نزيده إياها في رزقه. فقال عثمان: هلموا فلنستبرىء ما عنده من وراء وراء، فأتوا حفصة ابنته فأعلموها الحال واستكتموها أن لا تخبر بهم عمر. فلقيت عمر في ذلك، فغضب وقال: من هؤلاء لأسوءهم؟ قالت: لا سبيل إلى علمهم. قال: أنت بيني وبينهم، ما أفضل ما اقتنى رضي الله عنه، في بيتك الملبس؟ قالت: ثوبين ممشقين كان يلبسهما للوفد والجمع. قال: فأي الطعام ناله عندك أرفع؟ قالت: حرفاً من خبز شعير فصببنا عليه وهو حار أسفل عكة لنا فجعلتها دسمة حلوة فأكل منها. قال: وأي مبسط كان يبسط عندك كان أوطأ؟ قالت: كساء ثخين كنا نربعه في الصيف، فإا كان الشتاء بسطنا نصفه وتدثرنا بنصفه. قال: يا حفصة فأبلغيهم أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قدر فوضع الفضول مواضعها وتبلغ بالتزجية، فوالله لأضعن الفضول مواضعها ولأتبلغن بالتزجية، وإنما مثلي ومثل صاحبي كثلاثة سلكوا طريقاً، فمضى الأول وقد تزود فبلغ المنزل، ثم اتبعه الآخر فسلك طريقه فأفضى إليه، ثم اتبعه الثالث فإن لزم طريقهما ورضي بزادهما ألحق بهما، وإن سلك غير طريقهما لم يجامعهما.
    ● [ ذكر الحروب إلى آخر السنة ] ●

    فمن ذلك يوم برس وبابل وكوثىلما فرغ سعد من أمر القادسية أقام بها بعد الفتح شهرين وكاتب عمر فيما يفعل، فكتب إليه عمر يأمره بالمسير إلى المدائن وأن يخلف النساء والعيال بالعتيق وأن يجعل معهم جنداً كثيفاً وأن يشركهم في كل مغنم ما داموا يخلفون المسلمين في عيالاتهم. ففعل ذلك وسار من القادسية لأيام بقين من شوال، وكل الناس مؤدٍ مذ نقل الله إليهم ما كان في عسكر الفرس من سلاح وكراع ومال. فلما وصلت مقدمة المسلمين برس وعليهم عبد الله بن المعتم وزهرة بن حوية وشرحبيل ابن السمط لقيهم بها بصبهرا في جمع من الفرس، فهزمه المسلمون ومن معه إلى بابل وبها فالة القادسية وبقايا رؤسائهم النخيرخان ومهران الرازي والهرمزان وأشباههم وقد استعملوا عليهم الفيرزان، وقدم بصبهرا منهزماً من برس فوقع في النهر ومات من طعنة كان طعنه زهرة، ولما هزم بصبهرا أقبل بسطام دهقان برس فصالح زهرة وعقد له الجسور وأخبره بمن اجتمع ببابل، فأرسل زهرة إلى سعد يعرفه ذلك. فقدم عليه سعد ببرس وسيره في المقدمة وأتبعه عبد الله وشرحبيل وهاشماً المرقال واتبعهم فنزلوا على الفيرزان ببابل وقد قالوا: نقاتلهم قبل أن نفترق، فاقتتلوا فهزمهم المسلمون، فانطلقوا على وجهين، فسار الهرمزان نحو الأهواز فأخذها فأكلها، وخرج الفيرزان نحو نهاوند فأخذها بأكلها وبها كنوز كسرى، وأكل الماهين، وسار النخيرخان ومهران إلى المدائن وقطعا الجسر.
    وأقام سعد ببابل أياماً وبلغه أن النخيرجان قد خلف شهريار دهقاناً من دهاقين الباب بكوثى في جمع، فقدم زهرة بين يديه بكير بن عبد الله الليثي وكثير ابن شهاب السعدي حتى عبرا الصراة فلحقا بأخريات القوم وفيهم فيومان والفرخان، فقتل بكير الفرخان وقتل كثير فيومان بسوراء، وجاء زهرة فجاز سوراء ونزل، وجاء سعد وهاشم والناس ونزلوا عليه، وتقدم زهرة نحو الفرس، وكانوا قد نزلوا بين الدير وكوثى، وقد استخلف النخيرخان ومهران على جنودهما شهريار دهقان الباب، فنازلهم زهرة، فبرزوا إلى قتاله، وخرج شهريار يطلب المبارزة، فأخرج زهرة إليه أبا نباتة نائل بن جعشم الأعرجي، وكان من شجعان بني تميم، وكلاهما وثيق الخلق. فلما رأى شهريار نائلاً ألقى الرمح لعتنقه، وألقى أبو نباتة رمحه ليعتنقه أيضاً، وانتضيا الخنجر وأراد حل أزرار درعه، فوقعت إصبعه في في نائل فكسر عظمها، ورأى منه فتوراً فبادره وجلد به الأرض ثم قعد على صدره وأخذ خنجره وكشف درعه عن بطنه وطعن به بطنه وجنبه حتى مات، وأخذ فرسه وسواريه وسلبه، وانهزم أصحابه فذهبوا إلى البلاد، وأقام زهرة بكوثى حتى قدم عليه سعد، فقدم إليه نائلاً والبسه سلاح شهريار وسواريه وأركبه برذونه وغنمه الجميع، فكان أول أعرجي سور بالعراق، وقام بها سعد أياماً وزار مجلس إبراهيم الخليل، عليه السلام.
    نائل بالنون، وبعد الألف ياء تحتها نقطتان، وآخره لام.
    ● [ ذكر بهرسير وهي المدينة العتيقة ] ●
    وهي المدائن الدنيا من الغرب

    ثم إن سعداً قدم زهرة إلى بهرسير فمضى في المقدمات، فتلقاه شيرزاد دهقان ساباط بالصلح فأرسله إلى سعد، فصالحه على تأدية الجزية، ولقي زهرة كتيبة بنت كسرى التي تدعى بوران، وكانوا يحلفون كل يوم أن لا يزول ملك فارس ما عشنا، فهزمهم وقتل هاشم بن عتبة، وهو ابن أخي سعد، المقرط، وهو أسد كان لكسرى قد ألفه، فقبل سعد رأس هاشم، وقبل هاشم قدم سعد، وأرسله سعد في المقدمة إلى بهرسير، فنزل إلى المظلم، وقرأ: (أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال) إبراهيم: النبي، صلى الله عليه وسلمالنبي، صلى الله عليه وسلم؛ ثم ارتحل فنزل على بهرسير، ووصلها سعد والمسلمون فرأوا الإيوان، فقال ضرار بن الخطاب. الله أكبر! أبيض كسرى! هذا ما وعد الله ورسوله. وكبر وكبر الناس معه، فكانوا كلما وصلت طائفة كبروا ثم نزلوا على المدينة، وكان نزولهم في ذي الحجة.
    وحج بالناس في هذه السنة عمر بن الخطاب. وكان عامله فيها على مكة عتاب بن أسيد في قول، وعلى الطائف يعلى بن منية، وعلى اليمامة والبحرين عثمان بن أبي العاص، وعلى عمان حذيفة بن محصن، وعلى الشام أبو عبيدة بن الجراح، وعلى الكوفة وأرضها سعد بن أبي وقاص وعلى قضائها: أبو فروة، وعلى البصرة المغيرة بن شعبة.
    وفيها مات سعد بن عبادة الأنصاري، وقيل: توفي في خلافة أبي بكر. ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وكان أسن من أسلم من بني هاشم.

    الأحداث سنة خمس عشرة Fasel10

    مختصر الكامل في التاريخ لابن الأثير
    منتدى نافذة ثقافية - البوابة
    الأحداث سنة خمس عشرة E110


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 19 أبريل 2024 - 9:37