منتدى غذاؤك دواؤك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    احداث سنة اثنتين وستين وسنة ثلاث وستين

    avatar
    غذاؤك
    Admin


    عدد المساهمات : 2100
    تاريخ التسجيل : 12/11/2013

    احداث سنة اثنتين وستين وسنة ثلاث وستين Empty احداث سنة اثنتين وستين وسنة ثلاث وستين

    مُساهمة من طرف غذاؤك الأحد 5 مايو 2019 - 15:22

    احداث سنة اثنتين وستين وسنة ثلاث وستين Alathe10

    بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
    أحوال البلاد وأخبار العباد
    احداث سنة اثنتين وستين وسنة ثلاث وستين
    احداث سنة اثنتين وستين وسنة ثلاث وستين 1410
    ● [ ثم دخلت سنة اثنتين وستين ] ●
    ذكر وفد أهل المدينة إلى الشام

    لما ولي الوليد الحجاز أقام يريد غرة ابن الزبير فلا يجده إلا محترزاً ممتنعاً، وثار نجدة بن عامر النخعي باليمامة حين قتل الحسين، وثار ابن الزبير بالحجاز، وكان الوليد يفيض من المعرف ويفيض معه سائر الناس، وابن الزبير واقف وأصحابه، ونجدة واقفٌ في أصحابه، ثم يفيض ابن الزبير بأصحابه ونجدة بأصحابه، وكان نجدة يلقى ابن الزبير فيكثر، حتى ظن أكثر الناس أنه سيبايعه، ثم إن ابن الزبير عمل بالمكر في أمر الوليد، فكتب إلى يزيد: إنك بعثت إلينا رجلاً أخرق لا يتجه لرشد ولا يرعوي لعظة الحكيم، فلو بعثت رجلاً سهل الخلق رجوت أن يسهل من الأمور ما استوعر منها، وأن يجتمع ما تفرق.
    فعزل يزيد الوليد وولى عثمان بن محمد بن أبي سفيان، وهو فتى غرٌّ حدث لم يجرب الأمور ولم يحنكه السن، لا يكاد ينظر في شيء من سلطانه ولا عمله، فبعث إلى يزيد وفداً من أهل المدينة فيهم عبد الله بن حنظلة، غسيل الملائكة، وعبد الله بن أبي عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومي، والمنذر بن الزبير، ورجالاً كثيراً من أشراف أهل المدينة، فقدموا على يزيد، فأكرمهم وأحسن إليهم وأعظم جوائزهم، فأعطى عبد الله بن حنظلة، وكان شريفاً فاضلاً عابداً سيداً، مائة ألف درهم، وكان معه ثمانية بنين، فأعطى كل ولد عشرة آلاف.
    فلما رجعوا قدموا المدينة كلهم إلا المنذر بن الزبير، فإنه قدم العراق على ابن زياد، وكان يزيد قد أجازه بمائة ألف، فلما قدم أولئك النفر الوفد المدينة قاموا فيهم فأظهروا شتم يزيد وعيبه. وقالوا: قدمنا من عند رجل ليس له دين يشرب الخمر ويضرب بالطنابير ويعزف عنده القيان ويلعب بالكلاب ويسمر عنده الحراب، وهم اللصوص، وإنا نشهدكم أنا قد خلعناه.
    وقام عبد الله بن حنظلة الغسيل فقال: جئتكم من عند رجل لو لم أجد إلا بني هؤلاء لجاهدته بهم، وقد أعطاني وأكرمني وما قبلت منه عطاءه إلا لأتقوى به. فخلعه الناس وبايعوا عبد الله بن حنظلة الغسيل على خلع يزيد وولوه عليهم.
    وأما المنذر بن الزبير فإنه قدم على ابن زياد فأكرمه وأحسن إليه، وكان صديق زياد، فأتاه كتاب يزيد حيث بلغه أمر المدينة يأمره بحبس المنذر، فكره ذلك لأنه ضيفه وصديق أبيه، فدعاه وأخبره بالكتاب، فقال له: إذا اجتمع الناس عندي فقم وقل ائذن لي لأنصرف إلى بلادي، فإذا قلت بل تقم عندي فلك الكرامة والمواساة، فقل إن لي ضيعةً وشغلاً ولا أجد بداً لي من الانصراف، فإني آذن لك في الانصراف فتلحق بأهلك.
    فلما اجتمع الناس على ابن زياد فعل المنذر ذلك فأذن له في الانصراف، فقدم المدينة، فكان ممن يحرض الناس على يزيد، وقال: إنه قد أجازني بمائة ألف ولا يمنعني ما صنع بي أن أخبركم خبره، والله إنه ليشرب الخمر، والله إنه ليسكر حتى يدع الصلاة! وعابه بمثل ما عابه به أصحابه وأشد. فبعث يزيد النعمان بن بشير الأنصاري وقال له: إن عدد الناس بالمدينة قومك، فإنهم ما يمنعهم شيء عما يريدون، فإنهم إن لم ينهضوا في هذا الأمر لم يجترىء الناس على خلافي.
    فأقبل النعمان فأتى قومه فأمرهم بلزوم الطاعة وخوفهم الفتنة، قال لهم: إنكم لا طاقة لكم بأهل الشام. فقال عبد الله بن مطيع العدوي: يا نعمان ما يحملك على فساد ما أصلح الله من أمرنا وتفريق جماعتنا؟ فقال النعمان: والله لكأني بك لو نزل بك الجموع وقامت لك على الركب تضرب مفارق القوم وجباههم بالسيف ودارت رحا الموت بين الفريقين قد ركبت بغلتك إلى مكة وخلفت هؤلاء المساكين، يعني الأنصار، يقتلون في سككهم ومساجدهم وعلى أبواب دورهم. فعصاه الناس وانصرف، وكان الأمر كما قال.
    ● [ ذكر ولاية عقبة بن نافع إفريقية ثانية ] ●

    وما افتتحه فيها وقتلهقد ذكرنا عزل عقبة عن إفريقية وعوده إلى الشام، فلما وصل إلى معاوية وعده بإعادته إلى إفريقية، وتوفي معاوية وعقبة بالشام، فاستعمله يزيد على إفريقية في هذه السنة وأرسله إليها، فوصل إلى القيروان مجداً، وقبض أبا المهاجر أميرها وأوثقه في الحديد وترك بالقيروان جنداً مع الذراري والأموال واستخلف بها زهير بن قيس البلوي، وأحضر أولاده، فقال له: إني قد بعت نفسي من الله، عز وجل، فلا أزال أجاهد من كفر بالله. وأوصى بما يفعل بعده.
    ثم سار في عسكر عظيم حتى دخل مدينة باغاية، وقد اجتمع بها خلق كثير من الروم، فقاتلوه قتالاً شديداً وانهزموا عنه وقتل فيهم قتلاً ذريعاً وغنم منهم غنائم كثيرة، ودخل المنهزمون المدينة وحاصرهم عقبة. ثم كره المقام عليهم فسار إلى بلاد الزاب، وهي بلاد واسعة فيها عدة مدن وقرى كثيرة، فقصد مدينتها العظمى واسمها أربة، فامتنع بها من هناك من الروم والنصارى، وهرب بعضهم إلى الجبال، فاقتتل المسلمون ومن بالمدينة من النصارى عدة دفعات ثم انهزم النصارى وقتل كثير من فرسانهم، ورحل إلى تاهرت.
    فلما بلغ الروم خبره استعانوا بالبربر فأجابوهم ونصروهم، فاجتمعوا في جمع كثير والتقوا واقتتلوا قتالاً شديداً، واشتد الأمر على المسلمين لكثرة العدو، ثم إن الله تعالى نصرهم فانهزمت الروم والبربر وأخذهم السيف وكثر فيهم القتل وغنم المسلمون أموالهم وسلاحهم.
    ثم سار حتى نزل على طنجة فلقيه بطريق من الروم اسمه يليان فأهدى له هدية حسنة ونزل على حكمه، ثم سأله عن الأندلس فعظم الأمر عليه، فسأله عن البربر، فقال: هم كثيرون لا يعلم عددهم إلا الله، وهم بالسوس الأدنى، وهم كفار لم يدخلوا في النصرانية ولهم بأس شديد.
    فسار عقبة إليهم نحو السوس الأدنى، وهي مغرب طنجة، فانتهى إلى أوائل البربر، فلقوه في جمع كثير، فقتل فيهم قتلاً ذريعاً وبعث خيله في كل مكان هربوا إليه، وسار هو حتى وصل إلى السوس الأقصى، وقد اجتمع له البربر في عالم لا يحصى، فلقيهم وقاتلهم وهزمهم، وقتل المسلمون فيهم حتى ملوا وغنموا منهم وسبوا سبياً كثيراً، وسار حتى بلغ ماليان ورأى البحر المحيط، فقال: يا رب لولا هذا البحر لمضيت في البلاد مجاهداً في سبيلك.
    ثم عاد فنفر الروم والبربر عن طريقه خوفاً منه، واجتاز بمكان يعرف اليوم بماء الفرس فنزله، ولم يكن به ماءٌ، فلحق الناس عطشٌ كثير أشرفوا منه على الهلاك، فصلى عقبة ركعتين ودعا فبحث فرس له الأرض بيديه فكشف له عن صفاة فانفجر الماء، فنادى عقبة في الناس فحفروا أحساء كثيرة وشربوا، فسمي ماء الفرس.
    فلما وصل إلى مدينة طبنة، وبينها وبين القيروان ثمانية أيام، أمر أصحابه أن يتقدموا فوجاً فوجاً ثقة منه بما نال من العدو، وأنه لم يبق أحداً يخشاه، وسار إلى تهوذة لينظر إليها في نفر يسير، فلما رآه الروم في قلة طمعوا فيه فأغلقوا باب الحصن وشتموه وقاتلوه وهو يدعوه إلى الإسلام فلم يقبلوا منه.
    ●[ ذكر خروج كسيلة بن كمرم البربري على عقبة ]●

    هذا كسيلة بن كمرم البربري كان قد أسلم لما ولي أبو المهاجر إفريقية وحسن إسلامه، وهو من أكابر البربر وأبعدهم صوتاً، وصحب أبا المهاجر، فلما ولي عقبة عرفه أبو المهاجر محل كسيلة وأمره بحفظه، فلم يقبل واستخف به، وأتى عقبة بغنم فأمر كسيلة بذبحها وسلخها مع السلاخين، فقال كسيلة: هؤلاء فتياني وغلماني يكفونني المؤونة. فشتمه وأمره بسلخها، ففعل، فقبح أبو المهاجر هذا عند عقبة، فلم يرجع، فقال له: أوثق الرجل فإني أخاف عليك منه! فتهاون به عقبة. فأضمر كسيلة الغدر، فلما كان الآن ورأى الروم قلة من مع عقبة أرسلوا إلى كسيلة وأعلموه حاله، وكان في عسكر عقبة مضمراً للغدر، وقد أعلم الروم ذلك وأطمعهم. فلما راسلوه أظهر ما كان يضمره وجمع أهله وبني عمه وقصد عقبة، فقال أبو المهاجر: عاجله قبل أن يقوى جمعه. وكان أبو المهاجر موثقاً في الحديد مع عقبة. فزحف عقبة إلى كسيلة، فتنحى كسيلة عن طريقه ليكثر جمعه، فلما رأى أبو المهاجر ذلك تمثل بقول أبي محجن الثقفي:
    كفى حزناً أن تمرغ الخيل بالقنا ... وأترك مشدوداً علي وثاقيا
    إذا قمت عناني الحديد وأغلقت ... مصارع من دوني تصم المناديا
    فبلغ عقبة ذلك فأطلقه، فقال له: الحق بالمسلمين وقم بأمرهم وأنا أغتنم الشهادة. فلم يفعل وقال: وأنا أيضاً اريد الشهادة. فكسر عقبة والمسلمون أجفان سيوفهم وتقدموا إلى البربر وقاتلوهم، فقتل المسلمون جميعهم لم يفلت منهم أحد، وأسر محمد بن أوس الأنصاري في نفر يسير، فخلصهم صاحب قفصة وبعث بهم إلى القيروان. فعزم زهير بن قيس البلوي على القتال، فخالفه حنش الصنعاني وعاد إلى مصر، فتبعه أكثر الناس، فاضطر زهير إلى العود معهم، فسار إلى برقة وأقام بها.
    وأما كسيلة فاجتمع إليه جميع أهل إفريقية، وقصد إفريقية، وبها أصحاب الأنفال والذراري من المسلمين، فطلبوا الأمان من كسيلة فآمنهم ودخل القيروان واستولى على إفريقية وأقام بها إلى أن قوي أمر عبد الملك بن مروان فاستعمل على إفريقية زهير بن قيس البلوي، وكان مقيماً ببرقة مرابطاً.
    ● [ ذكر ولاية زهير بن قيس إفريقية ] ●
    وقتله وقتل كسيلة

    لما ولي عبد الملك بن مروان ذرك عنده من بالقيروان من المسلمين وأشار عليه أصحابه بإنفاذ الجيوش إلى إفريقية لاستنقاذهم، فكتب إلى زهير بن قيس البلوي بولاية إفريقية وجهز له جيشاً كثيراً، فسار سنة تسع وستين إلى إفريقية.
    فبلغ خبره إلى كسيلة، فاحتفل وجمع وحشد البربر والروم وأحضر أشراف أصحابه وقال: قد رأيت أن أرحل إلى ممش فأنزلها فإن بالقيروان خلقاً كثيراً من المسلمين ولهم علينا عهد فلا نغدر بهم ونخاف إن قاتلنا زهيراً أن يثب هؤلاء من ورائنا، فإذا نزلنا ممش أمناهم وقاتلنا زهيراً، فإن ظفرنا بهم تبعناهم إلى طرابلس وقطعنا أثرهم من إفريقية، وإن ظفروا بنا تعلقنا بالجبال ونجونا. فأجابوه إلى ذلك، ورحل إلى ممش، وبلغ ذلك زهيراً فلم يدخل القيروان بل أقام ظاهرها ثلاثة أيام حتى أراح واستراح، ورحل في طلب كسيلة، فلما قاربه نزل وعبى أصحابه وركب إليه، فالتقى العسكران، واشتد القتال، وكثر القتل في الفريقين، حتى أيس الناس من الحياة، فلم يزالوا كذلك أكثر النهار، ثم نصر الله المسلمين وانهزم كسيلة وأصحابه وقتل هو وجماعة من أعيان أصحابه بممش، وتبع المسلمون البربر والروم فقتلوا من أدركوا منهم فأكثروا، وفي هذه الوقعة ذهب رجال البربر والروم وملوكهم وأشرافهم، وعاد زهير إلى القيروان.
    ثم إن زهيراً رأى بإفريقية ملكاً عظيماً فأبى أن يقيم وقال: إنما قدمت للجهاد فأخاف أن أميل إلى الدنيا فأهلك.
    وكان عابداً زاهداً، فترك بالقيروان عسكراً وهم آمنون لخلو البلاد من عدو أو ذي شوكة، ورحل في جمع كثير إلى مصر.
    وكان قد بلغ الروم بالقسطنطينية مسير زهير من برقة إلى إفريقية لقتال كسيلة، فاغتنموا خلوها فخرجوا إليها في مراكب كثيرة وقوة قوية من جزيرة صقلية وأغاروا على برقة، فأصابوا منها سبياً كثيراً، وقتلوا ونهبوا، ووافق ذلك قدوم زهير من إفريقية إلى برقة، فأخبر الخبر، فأمر العسكر بالسرعة والجد في قتالهم، ورحل هو ومن معه، وكان الروم خلقاً كثيراً، فلما رآه المسلمون استغاثوا به فلم يمكنه الرجوع وباشر القتال واشتد الأمر وعظم الخطب وتكاثر الروم عليهم فقتلوا زهيراً وأصحابه ولم ينج منهم أحد، وعاد الروم بما غنمو إلى القسطنطينية.
    ولما سمع عبد الملك بن مروان بقتل زهير عظم عليه واشتد ثم سير إلى إفريقية حسان بن النعمان الغساني، وسنذكره سنة أربع وسبعين إن شاء الله.
    وكان ينبغي أن نذكر ولاية زهير وقتله سنة تسع وستين، وإنما ذكرناه ههنا ليتصل خبر كسيلة ومقتله، فإن الحادثة واحدة وإذا تفرقت لم تعلم حقيقتها.
    ● [ ذكر عدة حوادث ] ●

    حج بالناس هذه السنة الوليد بن عتبة.
    وفيها ولد محمد بن علي بن عبد الله بن عباس والد السفاح والمنصور.
    وفيها توفي عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي، وله صحبة. ومسلمة بن مخلد الأنصاري، وكان عمره لما مات النبي صلى الله عليه وسلم، عشر سنين. وتوفي بمصر مسروق بن الأجدع، وقيل توفي سنة ثلاث وستين.
    مخلد بضم الميم، وفتح الخاء المعجمة، وفتح اللام وتشديدها.
    ● ● [ ثم دخلت سنة ثلاث وستين ] ● ●
    ذكر وقعة الحرة

    كان أول وقعة الحرة ما تقدم من خلع يزيد، فلما كان هذه السنة أخرج أهل المدينة عثمان بن محمد بن أبي سفيان عامل يزيد وحصروا بني أمية بعد بيعتهم عبد الله بن حنظلة، فاجتمع بنو أمية ومواليهم ومن يرى رأيهم في ألف رجل حتى نزلوا دار مروان بن الحكم، فكتبوا إلى يزيد يستغيثون به، فقدم الرسول إليه وهو جالس على كرسي وقد وضع قدميه في طشت فيه ماء لنقرس كان بهما، فلما قرأ الكتاب تمثل:
    لقد بدلوا الحلم الذي في سجيتي ... فبدلت قومي غلظةً بليان
    ثم قال: أما يكون بنو أمية ألف رجل؟ فقال الرسول: بلى والله وأكثر. قال: فما استطاعوا أن يقاتلوا ساعة من النهار! فبعث إلى عمرو بن سعيد فأقرأه الكتاب وأمره أن يسير إليهم في الناس، فقال: قد كنت ضبطت لك الأمور والبلاد، فأما الآن إذ صارت دماء قريش تهرق بالصعيد فلا أحب أن أتولى ذلك.
    وبعث إلى عبيد الله بن زياد يأمره بالمسير إلى المدينة ومحاصرة ابن الزبير بمكة، فقال: والله لا جمعتهما للفاسق، قتل ابن رسول الله وغزو الكعبة. ثم أرسل إليه يعتذر.
    فبعث إلى مسلم بن عقبة المري، وهو الذي سمي مسرفاً، وهو شيخ كبير مريض، فأخبره الخبر، فقال: أما يكون بنو أمية ألف رجل؟ فقال الرسول: بلى. قال: فما استطاعوا أن يقاتلوا ساعة من النهار! ليس هؤلاء بأهل أن ينصروا فإنهم الأذلاء، دعهم يا أمير المؤمنين حتى يجهدوا أنفسهم في جهاد عدوهم ويتبين لك من يقاتل على طاعتك ومن يستسلم. قال: ويحك! إنه لا خير في العيش بعدهم، فاخرج بالناس.
    وقيل: إن معاوية قال ليزيد: إن لك من أهل المدينة يوماً، فإن فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة، فإنه رجل قد عرفت نصيحته. فلما خلع أهل المدينة أمر مسلماً بالمسير إليهم، فنادى في الناس بالتجهز إلى الحجاز وأن يأخذوا عطاءهم ومعونة مائة دينار، فانتدب لذلك اثنا عشر ألفاً، وخرج يزيد يعرضهم وهو متقلد سيفاً متنكب قوساً عربية، وهو يقول:
    أبلغ أبا بكرٍ إذا الليل سرى ... وهبط القوم على وادي القرى
    أجمع سكران من القوم ترى ... أم جمع يقظان نفى عنه الكرى
    يا عجباً من ملحدٍ يا عجباً ... مخادعٍ بالدين يعفو بالعرى
    وسار الجيش وعليهم مسلم، فقال له يزيد: إن حدث بك حدثٌ فاستخلف الحصين بن نمير السكوني، وقال له: ادع القوم ثلاثاً، فإن أجابوك وإلا فقاتلهم، فإذا ظهرت عليهم فانهبها ثلاثاً، فكل ما فيها من مال أو دابة أو سلاح أو طعام فهو للجند، فإذا مضت الثلاث فاكفف عن الناس، وانظر علي بن الحسين فاكفف عنه واستوص به خيراً، فإنه لم يدخل مع الناس، وإنه قد أتاني كتابه.
    وقد كان مروان بن الحكم كلم ابن عمر لما أخرج أهل المدينة عامل يزيد وبني أمية في أن يغيب أهله عنده، فلم يفعل، فكلم علي بن الحسين، فقال: إن لي حرماً وحرمي تكون مع حرمك. فقال: أفعل، فبعث بامرأته، وهي عائشة ابنة عثمان بن عفان، وحرمه إلى علي بن الحسين، فخرج علي بحرمه وحرم مروان إلى ينبع، وقيل: بل أرسل حرم مروان وأرسل معهم ابنه عبد الله بن علي إلى الطائف.
    ولما سمع عبد الملك بن مروان أن يزيد قد سير الجنود إلى المدينة قال: ليت السماء وقعت على الأرض، إعظاماً لذلك.
    ثم إنه ابتلي بعد ذلك بأن وجه الحجاج فحصر مكة ورمى الكعبة بالمنجنيق وقتل ابن الزبير. وأما مسلم فإنه أقبل بالجيش فبلغ أهل المدينة خبرهم، فاشتد حصارهم لبني أمية بدار مروان، وقالوا: والله لا نكف عنكم حتى نستنزلكم ونضرب أعناقكم أو تعطونا عهد الله وميثاقه أن لا تبغونا غائلةً، ولا تدلوا لنا على عورة، ولا تظاهروا علينا عدواً، فنكف عنكم ونخرجكم عنا. فعاهدوهم على ذلك فأخرجوهم من المدينة.
    وكان أهل المدينة قد جعلوا في كل منهل بينهم وبين الشام زقاً من قطران وعور، فأرسل الله السماء عليهم فلم يستقوا بدلوٍ حتى وردوا المدينة.
    فلما أخرج أهل المدينة بني أمية ساروا بأثقالهم حتى لقوا مسلم بن عقبة بوادي القرى فدعا بعمرو بن عثمان بن عفان أول الناس فقال له: خبرني ما وراءك وأشر علي. فقال: لا أستطيع أن أخبرك، قد أخذ علينا العهود والمواثيق أن لا ندل على عورة ولا نظاهر عدواً. فانتهره وقال: والله لولا أنك ابن عثمان لضربت عنقك، وايم الله لا أقيلها قرشياً بعدك! فخرج إلى أصحابه فأخبرهم خبره، فقال مروان بن الحكم لابنه عبد الملك: ادخل قبلي لعله يجترىء بك عني. فدخل عبد الملك فقال: هات ما عندك. فقال: نعم، أرى أن تسير بمن معك، فإذا انتهيت إلى ذي نخلة نزلت فاستظل الناس في ظله فأكلوا من صقره، فإذا أصبحت من الغد مضيت وتركت المدينة ذات اليسار ثم درت بها حتى تأتيهم من قبل الحرة مشرقاً ثم تستقبل القوم، فإذا استقبلتهم وقد أشرقت عليهم الشمس طلعت بين أكتاف أصحابك فلا تؤذيهم ويصيبهم أذاها ويرون من ائتلاق بيضكم وأسنة رماحكم وسيوفكم ودروعكم ما لا ترونه أنتم ما داموا مغربين، ثم قاتلهم واستعن الله عليهم.
    فقال له مسلم: لله أبوك أي امرىءٍ ولد! ثم إن مروان دخل عليه فقال له: إيه! فقال: أليس قد دخل عليك عبد الملك. قال: بلى؛ وأي رجل عبد الملك! قل ما كلمت من رجال قريش رجلاً به شبيهاً. فقال مروان: إذا لقيت عبد الملك فقد لقيتني. ثم إنه صار في كل مكان يصنع ما أمر به عبد الملك، فجاءهم من قبل المشرق، ثم دعاهم مسلم فقال: إن أمير المؤمنين يزعم أنكم الأصل، وإني أكره إراقة دمائكم، وإني أؤجلكم ثلاثاً، فمن ارعوى وراجع الحق قبلنا منه وانصرفت عنكم وسرت إلى هذا المحل الذي بمكة، وإن أبيتم كنا قد اعتذرنا إليكم.
    فلما مضت الثلاث قال: يا أهل المدينة ما تصنعون، أتسالمون أم تحاربون؟ فقالوا: بل نحارب. فقال لهم: لا تفعلوا بل ادخلوا في الطاعة ونجعل جدنا وشوكتنا على أهل هذا الملحد الذي قد جمع إليه المراق والفساق من كل أوب - يعني ابن الزبير - فقالوا له: يا أعداء الله لو أردتم أن تجوزوا إليه ما تركناكم، نحن ندعكم أن تأتوا بيت الله الحرام فتخيفوا أهله وتلحدوا فيه وتستحلوا حرمته! لا والله لا نفعل.
    وكان أهل المدينة قد اتخذوا خندقاً وعليه جمع منهم، وكان عليه عبد الرحمن بن زهير بن عبد عوف، وهو ابن عم عبد الرحمن بن عوف، وكان عبد الله بن مطيع على ربع آخر، وهم قريش في جانب المدينة، وكان معقل بن سنان الأشجعي، وهو من الصحابة، على ربع آخر، وهم المهاجرون، وكان أمير جماعتهم عبد الله بن حنظلة الغسيل الأنصاري في أعظم تلك الأرباع، وهم الأنصار.
    وصمد مسلم فيمن معه، فأقبل من ناحية الحرة حتى ضرب فسطاطه على طريق الكوفة، وكان مريضاً، فأمر فوضع له كرسيٌّ بين الصفين وقال: يا أهل الشام قاتلوا عن أميركم وادعوا. فأخذوا لا يقصدون ربعاً من تلك الأرباع إلا هزموه، ثم وجه الخيل نحو ابن الغسيل، فحمل عليهم ابن الغسيل فيمن معه فكشفهم، فانتهوا إلى مسلم، فنهض في وجوههم بالرجال وصاح بهم، فقاتلوا قتالاً شديداً.
    ثم إن الفضل بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب جاء إلى ابن الغسيل فقاتل معه في نحو من عشرين فارساً قتالاً حسناً، ثم قال لابن الغسل: من كان معك فارساً فليأتني فليقف معي، فإذا حملت فليحملوا، فوالله لا أنتهي حتى أبلغ مسلماً فأقتله أو أقتل دونه. ففعل ذلك وجمع الخيل إليه، فحمل بهم الفضل على أهل الشام فانكشفوا، فقال لأصحابه: احملوا أخرى جعلت فداكم، فوالله لئن عاينت أميرهم لأقتلنه أو أقتل دونه. إنه ليس بعد الصبر إلا النصر! ثم حمل وحمل أصحابه، فانفرجت خيل الشام عن مسلم بن عقبة ومعه نحو خمسمائة راجل جثاة على الركب مشرعي الأسنة نحو القوم، ومضى الفضل كما هو نحو راية مسلم فضرب رأس صاحبها، فقط المغفر وفلق هامته وخر ميتاً، وقال: خذها مني وأنا ابن عبد المطلب! وظن أنه مسلم، فقال: قتلت طاغية القوم ورب الكعبة! فقال: أخطأت استك الحفرة! وإنما كان ذلك غلاماً رومياً وكان شجاعاً، فأخذ مسلم رايته وحرض أهل الشام وقال: شدوا مع هذه الراية. فمشى برايته وشدت تلك الرجال أمام الراية، فصرع الفضل بن عباس، فقتل وما بينه وبين أطناب مسلم بن عقبة إلا نحو من عشرة أذرع، وقتل معه زيد بن عبد الرحمن بن عوف.
    وأقبلت خيل مسلم ورجالته نحو ابن الغسيل، وهو يحرض أصحابه ويذم أهل المدينة، ويقدم أصحابه إلى ابن الغسيل، فلم يقدم عليهم للرماح التي بأيديهم والسيوف، وكانت تتفرق عنهم، فنادى مسلمٌ الحصين بن نمير وعبد الله بن عضاة الأشعري وأمرهما أن ينزلا في جندهما، ففعلا وتقدما إليهم، فقال ابن الغسيل لأصحابه: إن عدوكم قد أصاب وجه القتال الذي كان ينبغي أن يقاتلكم به، وإني قد ظننت ألا يلبثوا إلا ساعة حتى يفصل الله بينكم وبينهم إما لكم وإما عليكم، أما إنكم أهل النصرة ودار الهجرة وما أظن ربكم أصبح عن أهل بلد من بلدان المسلمين بأرضى منه عنكم، ولا على أهل بلد من بلدان العرب بأسخط منه على هؤلاء الذين يقاتلونكم، وإن لكل امرىء منكم ميتة هو ميت بها لا محالة، ووالله ما من ميتة أفضل من ميتة الشهادة، وقد ساقها الله إليكم فاغتنموها.
    ثم دنا بعضهم من بعض فأخذ أهل الشام يرمونهم بالنبل، فقال ابن الغسيل لأصحابه: علام تستهدفون لهم! من أراد التعجيل إلى الجنة فليلزم هذه الراية. فقام إليه كل مستميت فنهض بعضهم إلى بعض فاقتتلوا أشد قتال رؤي لأهل هذا القتال، وأخذ ابن الغسيل يقدم بنيه واحداً واحداً حتى قتلوا بين يديه وهو يضرب بسيفه ويقول:
    بعداً لمن رام الفساد وطغى ... وجانب الحق وآيات الهدى
    لا يبعد الرحمن إلا من عصى
    ثم قتل وقتل معه أخوه لأمه محمد بن ثابت بن قيس بن شماس، فقال: ما أحب أن الديلم قتلوني مكان هؤلاء القوم! وقتل معه عبد الله بن زيد بن عاصم ومحمد بن عمرو بن حزم الأنصاري: فمر به مروان بن الحكم فقال: رحمك الله! رب سارية قد رأيتك تطيل القيام في الصلاة إلى جنبها. وانهزم الناس، وكان فيمن انهزم محمد بن سعد بن أبي وقاص بعد ما أبلى.
    وأباح مسلم المدينة ثلاثاً يقتلون الناس ويأخذون المتاع والأموال، فأفزع ذلك من بها من الصحابة. فخرج أبو سعيد الخدري حتى دخل في كهف الجبل، فتبعه رجل من أهل الشام، فاقتحم عليه الغار، فانتضى أبو سعيد سيفه يخوف به الشامي، فلم ينصرف عنه، فعاد أبو سعيد وأغمد سيفه وقال: (لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسطٍ يدي إلي لأقتلك) المائدة: 28. فقال: من أنت؟ قال: أنا أبو سعيد الخدري. قال: صاحب رسول الله، صلى الله عليه وسلم. قال: نعم. فتركه ومضى.
    وقيل: إن مسلماً لما نزل بأهل المدينة خرج إليه أهلها بجموع كثيرة وهيئة حسنة، فهابهم أهل الشام وكرهوا أن يقاتلوهم، فلما رآهم مسلم، وكان شديد الوجع، سبهم وذمهم وحرضهم، فقاتلوهم.
    فبينما الناس في قتالهم إذ سمعوا تكبيراً من خلفهم في جوف المدينة، وكان سببه أن بني حارثة أدخلوا أهل الشام المدينة فانهزم الناس، فكان من أصيب في الخندق أكثر ممن قتل.
    ودعا مسلم الناس إلى البيعة ليزيد على أنهم خول له يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم من شاء، فمن امتنع من ذلك قتله، وطلب الأمان ليزيد بن عبد الله بن ربيعة بن الأسود، ولمحمد بن أبي الجهم بن حذيفة، ولمعقل بن سنان الأشجعي، فأتي بهم بعد الوقعة بيوم، فقال: بايعوا على الشرط.
    فقال القرشيان: نبايعك على كتاب الله وسنة رسوله. فضرب أعناقهما. فقال مروان: سبحان الله! أتقتل رجلين من قريش أتيا بأمان؟ فطعن بخاصرته بالقضيب، فقال: وأنت والله لو قلت بمقالتهما لقتلتك! وجاء معقل بن سنان فجلس مع القوم فدعا بشراب ليسقى، فقال له مسلم: أي الشراب أحب إليك؟ قال: العسل. قال: اسقوه، فشرب حتى ارتوى، فقال له: أرويت؟ قال: نعم. قال: والله لا تشرب بعدها شربة إلا في نار جهنم. فقال: أنشدك الله والرحم! فقال له: أنت الذي لقيتني بطبرية ليلة خرجت من عند يزيد فقلت: سرنا شهراً، ورجعنا شهراً، وأصبحنا صفراً، نرجع إلى المدينة فنخلع هذا الفاسق ابن الفاسق ونبايع لرجل من المهاجرين أو الأنصار! فيم غطفان وأشجم من الخلق والخلافة! إني آليت بيمين لا ألقاك في حرب أقدر منه على قتلك إلا فعلت. ثم أمر به فقتل.
    وأتي بيزيد بن وهب، فقال له: بايع. قال: أبايعك على الكتاب والسنة. قال: اقتلوه. قال: أنا أبايعك! قال: لا والله، فتكلم فيه مروان لصهر كان بينهما، فأمر بمروان فوجئت عنقه ثم قتل يزيد.
    ثم أتى مروان بعلي بن الحسين، فجاء يمشي بين مروان وابنه عبد الملك حتى جلس بينهما عنده، فدعا مروان بشراب ليتحرم بذلك من مسلم، فشرب منه يسيراً ثم ناوله علي بن الحسين، فلما وقع في يده قال له مسلم: لا تشرب من شرابنا! فارتعدت كفه ولم يأمنه على نفسه وأمسك القدح، فقال له: أجئت تمشي بين هؤلاء لتأمن عندي؟ والله لو كان إليهما أمر لقتلتك! ولكن أمير المؤمنين أوصاني بك وأخبرني أنك كاتبته، فإن شئت فاشرب. فشرب ثم أجلسه معه على السرير ثم قال له: لعل أهلك فزعوا؟ قال: إي والله. فأمر بدابة فأسرجت له فحمله عليها فرده ولم يلزمه بالبيعة ليزيد على ما شرط على أهل المدينة.
    وأحضر علي بن عبد الله بن عباس ليبايع، فقال الحصين بن نمير السكوني: لا يبايع ابن أختنا إلا كبيعة علي بن الحسين، وكانت أم علي بن عبد الله كندية، فقامت كندة مع الحصين، فتركه مسلم، فقال عليٌّ:
    أبي العباس قرم بني قصيٍ ... وأخوالي الملوك بنو وليعه
    هم منعوا ذماري يوم جاءت ... كتائب مسرفٍ وبنو اللكيعه
    أرادوني التي لا عز فيها ... فحالت دونه أيدٍ سريعه
    يعني بقوله مسرف مسلم بن عقبة، فإنه سمي بعد وقعة الحرة مسرفاً، وبنو وليعة بطن من كندة، منهم أمه، واللكيعة أم أمه.
    وقيل: إن عمرو بن عثمان بن عفان لم يكن فيمن خرج من بني أمية، فأتي به يومئذٍ إلى مسلم فقال: يا أهل الشام تعرفون هذا؟ قالوا: لا. قال: هذا الخبيث ابن الطيب، هذا عمرو بن عثمان، هيه يا عمرو إذا ظهر أهل المدينة قلت أنا رجل منكم، وإن ظهر أهل الشام قلت أنا ابن أمير المؤمنين عثمان. فأمر به فنتفت لحيته، ثم قال: يا أهل الشام إن أم هذا كانت تدخل الجعل في فيها ثم تقول: يا أمير المؤمنين حاجيتك ما في فمي؟ وفي فمها ما شاها وباها وكانت من دوس. ثم خلى سبيله.
    وكانت وقعة الحرة لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة ثلاث وستين.
    قال محمد بن عمارة: قدمت الشام في تجارة فقال لي رجل: من أين أنت؟ فقلت: من المدينة. فقال: خبيثة. فقلت: يسميها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، طيبة وتسميها خبيثة! فقال: إن لي ولها لشأناً، لما خرج الناس إلى وقعة الحرة رأيت في المنام أني قتلت رجلاً اسمه محمد أدخل بقتله النار، فاجتهدت في أني لا أسير معهم فلم يقبل مني، فسرت معهم ولم أقاتل حتى انقضت الوقعة، فمررت برجل من القتلى به رمق فقال: تنح يا كلب! فأنفت من كلامه وقتلته، ثم ذكرت رؤياي فجئت برجل من أهل المدينة يتصفح القتلى، فلما رأى الرجل الذي قتلته قال: إنا لله، لا يدخل قاتل هذا الجنة. قلت: ومن هذا؟ قال: هو محمد بن عمرٍو بن حزم ولد على عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فسماه محمداً وكناه أبا عبد الملك؛ فأتيت أهله فعرضت عليهم أن يقتلوني فلم يفعلوا، وعرضت عليهم الدية فلم يأخذوا.
    وممن قتل بالحرة عبد الله بن عاصم الأنصاري، وليس بصاحب الأذان، ذاك ابن زيد بن ثعلبة. وقتل أيضاً فيها عبيد الله بن عبد الله بن موهب. ووهب بن عبد الله بن زمعة بن الأسود. وعبد الله بن عبد الرحمن بن حاطب. وزبير ابن عبد الرحمن بن عوف. وعبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب.
    ● [ ذكر عدة حوادث ] ●

    وفي هذه السنة توفي الربيع بن خثيم الكوفي الزاهد.
    وحج بالناس هذه السنة عبد الله بن الزبير، وكان يسمى يومئذٍ العائذ، ويرون الأمر شورى، وأتاه الخبر بوقعة الحرة هلال المحرم مع سعيد مولى المسور بن مخرمة، فجاءه أمر عظيم، فاستعد هو وأصحابه وعرفوا أن مسلمً نازل بهم.

    احداث سنة اثنتين وستين وسنة ثلاث وستين Fasel10

    مختصر الكامل في التاريخ لابن الأثير
    منتدى نافذة ثقافية - البوابة
    احداث سنة اثنتين وستين وسنة ثلاث وستين E110


      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 23 نوفمبر 2024 - 12:32