منتدى غذاؤك دواؤك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    مُختصر مكارم الأخلاق [ ختام المُختصر ]

    avatar
    غذاؤك
    Admin


    عدد المساهمات : 2100
    تاريخ التسجيل : 12/11/2013

    مُختصر مكارم الأخلاق [ ختام المُختصر ] Empty مُختصر مكارم الأخلاق [ ختام المُختصر ]

    مُساهمة من طرف غذاؤك الأربعاء 3 نوفمبر 2021 - 18:09

    مُختصر مكارم الأخلاق [ ختام المُختصر ] Eslam_10

    بّسم الله الرّحمن الرّحيم
    مكتبة الثقافة الإسلامية
    مُختصر مكارم الأخلاق لإبن ابى الدنيا
    مُختصر مكارم الأخلاق [ ختام المُختصر ] 1410
    ● [ بقية: ما جاء في الجود وإعطاء السائل ] ●

    ● حدثني هارون بن عبد الله قال نا سعيد بن عامر عن جويرية بن أسماء قال: قطع برجل بالمدينة فقيل له عليك بحكيم بن حزام فأتاه وهو في المسجد فذكر له حاجته فقام معه فانطلق معه إلى أهله فمر بقطعة كساء أو قال خرقة مطروحة في كساحة فأخذها بيده ثم نفضها ثم علقها بيده قال فقال الرجل في نفسه ما أرى عند هذا خيراً فلما دخل داره رأى غلماناً له يعالجون أداة من أداة الإبل فرمى بها إليهم فقال استعينوا بهذه على بعض ما تعالجون ثم أمر له براحلة مقتبة محقبة وأحسبه ذكر زاداً.
    ● حدثني أبو محمد التميمي عن علي بن محمد القرشي عن يزيد بن يزيد قال قال حكيم بن حزام: ما أصبحت صباحاً قط فرأيت بفنائي طالب حاجة قد ضاق بها ذرعاً فقضيتها إلا كانت من النعم التي أحمد الله عليها ولا أصبحت صباحاً لم أر بفنائي طالب حاجة إلا كان ذلك من المصائب التي أسأل الله عز وجل الأجر عليها.
    ● حدثني محمد بن الحسين نا الحميدي قال سمعت القداح يذكر أن رجلاً عرض لعبد الله وقد خرج من باب بني شيبة فقال: يا بن الطيار في الجنة صلني بنفقة أتبلغ بها إلى أهلي كرم الله وجهك قال فرمى إليه برمانة من ذهب كانت في يده فوزنها الرجل فإذا فيها ثلاثمائة مثقال.
    ● حدثني محمد بن الحسين نا الصلت بن حكيم نا خالد بن نافع الأشعري عن علي بن عبيد الله الغطفاني قال سمعت الشعبي قال: كان لعبد الله بن جعفر على رجل من أهل المدينة خمسون ألفاً فاستعان عليه بعبيد الله بن عباس في ذلك فقال قد حططت عنه شطرها وأخرته بالشطر الآخر إلى ميسوره قال فجزاه عبيد الله خيراً وانصرف فأتبعه بن جعفر رسولاً إني قد طيبت له النصف الآخر.
    ● حدثني محمد بن الحسين نا داود بن المحبر قال سمعت أبي يذكر عن شهر بن حوشب: أن رجلاً أتى عبد الله بن جعفر فسأله وبين يديه جارية تعاطيه بعض حوائجه فقال عبد الله للسائل خذ بيدها فهي لك فقالت له الجارية أمتني يا سيدي قال ويحك وكيف ذاك قالت وهبتني لرجل بلغت به الحاجة إلى المسألة فقال له عبد الله بن جعفر بعنيها إن شئت فقال له الرجل خذها أصلحك الله بما أحببت قال إنما اشتريتها بمائة دينار فلك مائتا دينار قال فهي لك أصلحك الله قال فأعطاه عبد الله مائتي دينار وقال إذا نفدت فعد إلي قالت له الجارية يا سيدي عظمت مؤنتي عليك فقال عبد الله حرمتك أعظم من مؤنتك.
    ● حدثني محمد بن الحسين نا عبيد الله بن موسى حدثني رجل من أهل المدينة: أن عبد الله بن جعفر كان إذا أتاه الرجل يسأله أعطاه فإن لم يكن عنده قال اذهب فخذ علي إلى العطاء أو إلى الجذاذ وأتني بهم أضمن لهم.
    حدثني محمد بن الحسين نا إسحاق بن منصور السلولي نا عبيد بن الوسيم الجمال قال: أتينا عمران بن موسى بن طلحة بن عبيد الله نسأله في دين على رجل من أصحابنا فأمر بالموائد فنصبت ثم قال لا حتى تصيب من طعامنا فيجب علينا حقكم وذمامكم قال فأصبنا من طعامه فأمر لنا بعشرة آلاف درهم في قضاء دينه وخمسة آلاف درهم نفقة لعياله.
    ● حدثني محمد نا داود بن المحبر نا سوادة بن أبي الأسود عن أبيه قال: دخل على الحسن بن علي رضي الله عنه نفر من أهل الكوفة وهو يأكل طعاماً فسلموا عليه وقعدوا فقال لهم الحسن الطعام أيسر من أن يقسم عليه الناس فإذا دخلتم على رجل منزله فقرب طعامه فكلوا من طعامه ولا تنتظروا أن يقول لكم هلموا فإنما يوضع الطعام ليؤكل قال فتقدم القوم فأكلوا ثم سألوه حاجتهم فقضاها لهم.
    ● حدثني محمد بن صالح القرشي حدثني أبو اليقظان حدثني جويرية بن أسماء عن إسماعيل بن يسار قال: لقي الفرزدق حسيناً رضي الله عنه بالصفاح فأمر له الحسين بأربعة مائة دينار فقيل يا أبا عبد الله أعطيت شاعراً مبتهراً أربعمائة دينار فقال إن من خير مالك ما وقيت به عرضك.
    ● قال أبو عبد الله العجلي نا يونس بن بكير نا محمد بن إسحاق حدثني سلمة بن عبد الله بن عمر بن أبي سلمة حدثني ظئر كان لنا قال: قدمت بأباعر لي عشرين أو ثلاثين بعيراً ذا المروة أريد الميرة من التمر فقيل لي إن عمرو بن عثمان في ماله والحسين بن علي في ماله قال فجئت عمرو بن عثمان فأمر لي ببعيرين أن يحمل لي عليهما فقال لي قائل ويلك ائت الحسين بن علي فجئته ولم أكن أعرفه فإذا رجل جالس بالأرض حوله عبيده بين يديه جفنة عظيمة فيها خبز غليظ ولحم وهو يأكل وهم يأكلون معه فسلمت فقلت والله ما أرى أن يعطيني هذا شيئاً فقال هلم فكل فأكلت معه ثم قام إلى ربيع الماء مجراه فجعل يشرب بيديه ثم غسلهما وقال ما حاجتك فقلت أمتع الله بك قدمت بأباعر أريد الميرة من هذه القرية فذكرت لي فأتيتك لتعطيني مما أعطاك الله قال اذهب فأتني بأباعرك فجئت بها فقال دونك هذا المربد فأوقرها من هذا التمر فأوقرتها والله ما حملت ثم انطلقت فقلت بأبي وأمي هذا والله الكرم.
    ● أخبرني العباس بن هشام عن أبيه عن أبي محمد عبد الله بن سفيان مولى لمعاوية بن أبي سفيان عن أبيه عن جده قال: كنا عند هشام بن عبد الملك فقدم عليه خطباء أهل الحجاز من قريش وغيرها قال فحضرت كلامهم رجلاً رجلاً حتى قام بن أبي جهم بن حذيفة العدوي من قريش وكان أعظم القوم قدراً وأكبرهم سناً فقال أصلح الله أمير المؤمنين إن خطباء قريش قد قالت فيك فاحتفلت وأثنت فأطنبت فوالله ما بلغ قائلهم قدرك ولا أحصى مطنبهم فضلك أفأطيل أم أوجز قال بل أوجز قال تولاك الله بالحسنى وزينك بالتقوى وجمع لك خير الآخرة والأولى إن لي حوائج أفأذكرها قال اذكرها قال كبرت سني ورق عظمي ونال الدهر مني فإن رأى أمير المؤمنين أن يجبر كسري وأن ينفي فقري فعل قال وما الذي يجبر كسرك وينفي فقرك قال ألف دينار وألف دينار وألف دينار قال هيهات يا بن أبي جهم رمت مراماً صعباً بيت المال لا يحتمل ما سألت. ثم أطرق هشام طويلاً ثم قال هيه قال ما هيه والله لكأنك آليت لا تقضي لي حاجة في موقفي هذا أما والله إن الأمر لواحد ولكن الله آثرك بمجلسك هذا فإن تعط فحقاً أديت وإن تمنع فإني أسأل الذي بيده ما حويت إن الله جعل العطاء محبة والمنع مبغضة والله لأن أحبك أحب إلي من أن أبغضك قال وألف دينار لماذا قال أقضي بها ديناً قد أحم قضاؤه وقد فدحني حمله وأضر بي أهله قال هشام فلا بأس تنفس كربة مع أداء أمانة وألف دينار لماذا قال أزوج بها من بلغ من ولدي قال نعم المسلك سلكت أغضضت بصراً وأعففت فرجاً ورجوت نسلاً وألف دينار لماذا قال أشتري بها أرضاً يعيش فيها ولدي وتكون أصلاً لمن بعدي قال فإنا قد أمرنا لك بما سألت قال فالمحمود على ذلك الله قال ثم أدبر فأتبعه هشام بصره قال إذا كان القرشي فليكن مثل هذا ما رأيت رجلاً أبلغ وأوجم في مقاله ولا أبلغ في ثناء منه أما والله إنا لنعرف الحق إذا نزل ونكره الإسراف والبخل فما نعطي تبذراً ولا نمنع تقتراً وما نحن إلا خزان الله في بلاده وأمناؤه على عباده فإذا شاء أعطينا وإذا منع أبينا ولو أن كل قائل يصدق وكل سائل يستحق ما جبهنا قائلاً ولا رددنا سائلاً فسلوا الذي بيده ما استحفظنا أن نجريه لكم على أيدينا فإنه يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بعباده خبير بصير قالوا والله يا أمير المؤمنين لقد أبلغت وما بلغ في قدر عجبك به ما كان منك في الرد عليه وذكر نعمة الله عليه قال إنه المبتدي وليس المبتدي كالمقتدي.
    ● حدثني محمد بن صالح القرشي حدثني محمد بن عمر الأسلمي نا بن أبي الزناد عن أبيه قال أنا بالرصافة حين قدم بن أذينة على هشام فلما دخل عليه قال له: ألست الذي يقول:
    ولو قعدت أتاني لا يعنيني
    فقال قد خرجت وأنا أعلم أن ذلك كذاك قال محمد بن عمر قال بعضهم أتبعه حين انصرف أربعمائة دينار وقالوا أقل واختلفوا في ذلك.
    ● أخبرني أبو زيد النميري حدثني عبد الملك الماجشون نا أبو السائب قال: أرسلت إلى محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان أسأله لقحة لبعض أهلنا فإني لجالس إذا بإبل تدخل ثم إذا بعبد أسود معتم فقلت يا صاحب الإبل ليس هذا طريقك فناولني كتاباً فإذا فيه إنك سألت لقحة فجمعت لك ما حضرني فإذا تسع عشرة وراعيها وهي بدن إن رددت منها شيئاً قال فبعت منها ثماني عشرة وتأثلت منها مالاً.
    ● حدثني أبو زيد نا أبو عاصم حدثني أبي قال: سأل سائل عبد الأعلى بن عبد الله بن عبد الله بن عامر بن كريز وليس عليه إلا إزار فقال ألزم بطرف الإزار ثم اجذبه إليك ففعل وتوارى عبد الأعلى بباب بيته وأغلقه على نفسه.
    ● حدثنا أبو زيد نا أبو عاصم أخبرني أبي قال: أخذ عبد الأعلى عطاءه ومعه غلام له وعليه مطرف فعدل إلى بيت امرأة من بني غدانة فبال في بيتها فقال يا غلام ادفع إليها عطاءنا قالت والمطرف جعلني الله فداءك قال والمطرف.
    ● حدثني محمد بن الحسين ومحمد بن عباد العكلي قالا نا إسحاق بن سليمان الرازي قال سمعت أبا سنان يذكر عن حبيب بن أبي ثابت قال: قدم أبو أيوب الأنصاري البصرة ونزل على بن عباس ففرغ له بيته الذي كان فيه وقال لأصنعن بك كما صنعت برسول الله صلى الله عليه وسلم وقال كم عليك من الدين قال عشرون ألفاً فأعطاه أربعين ألفاً وعشرين مملوكاً وقال لك ما في البيت كله.
    ● حدثني محمد بن الحسين نا سليمان بن حرب نا أبو هلال الراسبي عن حميد بن هلال قال: تفاخر رجلان من قريش رجل من بني هاشم ورجل من بني أمية فقال هذا قومي أسخى من قومك وقال هذا قومي أسخى من قومك قال سل في قومك حتى أسأل في قومي فافترقا على ذلك فسأل الأموي عشرة من قومه فأعطوه مائة ألف عشرة آلاف عشرة آلاف قال وجاء الهاشمي إلى عبيد الله بن العباس فسأله فأعطاه مائة ألف ثم أتى الحسن بن علي رضوان الله عليهما فسأله فقال له هل أتيت أحداً من قومي قال نعم عبيد الله بن العباس فأعطاني مائة ألف فأعطاه الحسن بن علي مائة ألف وثلاثين ألفاً ثم أتى الحسين بن علي رضوان الله عليهما فسأله فقال هل أتيت أحداً قبل أن تأتيني قال نعم أخاك الحسن بن علي فأعطاني مائة ألف وثلاثين ألفاً قال لو أتيتني قبل أن تأتيه لأعطيتك أكثر من ذلك ولكن لم أكن لأزيد على سيدي فأعطاه مائة ألف وثلاثين ألف قال فجاء الأموي بمائة ألف من عشرة وجاء الهاشمي بثلاثمائة ألف وستين ألفاً من ثلاثة فقال الأموي سألت عشرة من قومي فأعطوني مائة ألف وقال الهاشمي سألت ثلاثة من قومي فأعطوني ثلاثمائة ألف وستين ألفاً ففخر الهاشمي الأموي قال فرجع الأموي إلى قومه فأخبرهم الخبر ورد عليهم المال فقبلوه ورجع الهاشمي إلى قومه فأخبرهم الخبر ورد عليهم المال فأبوا أن يقبلوه وقالوا لم نكن لنأخذ شيئا قد أعطيناه.
    ● حدثني سليمان بن منصور الخزاعي نا أبو سفيان الحميري عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري قال: قدم أعرابي المدينة يطلب في أربع ديات حملها فقيل له عليك بالحسن بن علي عليك بعبد الله بن جعفر عليك بسعيد بن العاص عليك بعبد الله بن العباس فدخل المسجد فرأى رجلاً يخرج معه جماعة فقال من هذا فقيل سعيد بن العاص قال هذا أحد أصحابي الذين ذكروا لي فمشى معه فأخبره بالذي قدم له ومن ذكر له وأنه أحدهم وهو ساكت عنه لا يجيبه فلما بلغ باب منزله قال لخازنه قل لهذا الأعرابي فليأت بمن يحمل له فقيل له ائت بمن يحمل لك قال عافا الله سعيداً إنما سألناه ورقاً ولم نسأله تمراً قال ويحك ائت بمن يحمل لك فأخرج إليه أربعين ألفاً فاحتملها الأعرابي فمضى إلى البادية ولم يلق غيره.
    ● حدثني سليمان نا يحيى بن سعيد الأموي عن أبيه قال: دخل قوم من بني أسد على عيسى بن علي يتكلمون في حمالات وكان خطيبهم عون بن جابر وكان له لسان جيد فتكلم عون وذكر بني أسد وقرابتهم من قريش فقال له الحسن بن زيد بن الحسن وكان عند عيسى يا بني أسد إنكم لتكلمون كأنكم نزلتم من السماء فأقبل عليه عون بن جابر فقال لو نزل قوم من السماء جوداً أو كرماً كنا النازلين من السماء نحن بنو خزيمة ونحن بنو برة يعني ابنة مر وهي أم أسد وإن كنت لجديراً أن تكون معنا في حاجتنا فألا إذ لم تفعل تركتنا والأمير قال وجعل عيسى يسر بما يوبخ به الحسن ويكلمه ثم أمر لهم عيسى بالمال الذي طلبوه للحمالات وكان أربعين ألفاً.
    ● حدثني سليمان بن منصور حدثني محمد بن الحكم عن عوانة بن الحكم قال: دخل سعيد بن خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص على سليمان بن عبد الملك فلما رآه داخلاً تمثل سليمان:
    إني سمعت مع الـصباح مناديا ● يا من يعين على الفتى المعوان
    هذا والله الفتى فمن يعين عليه ثم قال حاجتك يا أبا خالد قال ديني تقضيه عني قال وكم دينك قال علي ثلاثون ألف دينار قال فقد قضيتها عنك قال وكان سعيد بن خالد تصيبه موتة نصف السنة فيكون فيها مطروحاً ويصح نصف السنة فإذا صح أعطى وأطعم فإن لم يكن عنده وأتاه من يطلب نيلة قال له ليس عندي ولكن اكتب علي صكاً بكذا وكذا فيكتب عليه الرجل ويشهد له فدخل بنو سعيد على هشام بن عبد الملك وهو خليفة فقالوا له إن أبانا يتلف ماله فإذا لم يكن عنده كتب على نفسه الصكاك لمن يسأله عليه فاحجر عليه فحجر عليه وقال لبنيه اجعلوا له شيئاً لمائدته فجعلوا له شاة كل يوم وما يصلحها فجعل يقول لبنيه يا بني إنما هي شاة في اليوم ويستقلها وقبل ذاك ما أرادوا أن يعالجوه فعزموا عليه فتكلمت امرأة على لسانه فقالت أنا رقية بنت ملحان سيد الجن والله لئن عالجتموه لأقتلنه فإني لو وجدت من الإنس أكرم منه لعلقته.
    ● حدثني سليمان نا أحمد بن بشير قال: قدم على عمر بن عبد العزيز رجل من حضرموت فناداه
    دعوت حران ملهوفاً ليأتـيكـم ● فقد أتاك بعيد الدار مظلوم
    قال من ظلمك قال الوليد بن سليمان أخذ أرضاً لي باليمن فقال اكتبوا له إلى عامل اليمن إن أقام عندك شاهدين ذوي عدل فاردد عليه أرضه ثم قال له إني أراك قد كلفت في وجهك هذا قال كلفت زاداً وراحلة فأمر له بثلاثين دينار.
    ● حدثني عبد الرحمن بن صالح نا يحيى بن يعلى عن يونس بن خباب عن مجاهد قال جاء رجل إلى الحسن والحسين رضي الله عليهما فسألهما فقالا: إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة حاجة مجحفة أو حمالة مثقلة أو دين فادح وأعطياه ثم أتى بن عمر رضي الله عنه فأعطاه ولم يسأله عن شيء فقال أتيت ابني عمك وهما أصغر سناً منك فسألاني وقالا لي وأنت لم تسألني عن شيء فقال ابنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنهما كانا يغران بالعلم غراً.
    ● وقال أبو حفص الصيرفي حدثني بن زائدة البندار حدثني محمد بن علي عن شيخ من قريش قال: بينا أبان بن عثمان وعبد الله بن الزبير جالسان إذا وقف عليهما أعرابي فسألهما فلم يعطياه شيئاً وقالا اذهب إلى ذينك الفتيين وأشارا إلى الحسن والحسين رضي الله عليهما وهما جالسان فجاء الأعرابي حتى وقف عليهما فسألهما فقالا إن كنت تسأل في دم موجع أو فقر مدقع أو أمر مفظع فقد وجب حقك فقال أسأل وأخذني الثلاث فأعطاه كل واحد منهما خمس مائة خمس مائة فانصرف الأعرابي فمر على بن الزبير وأبان وهما جالسان فقالا ما أعطاك الفتيان فأنشأ الأعرابي يقول:
    أعـطـياني وأقـنياني جميعاً ● إذ تواكلتما فـلم تعطياني
    جعـل الله من وجوهكم نعـ ● لين سبتاً يطاهما الفتيان
    حسن والحسين خير بني حـ ● واء صيغاً من الأغر الهجان
    فدعـا سنة المكارم والمجـ ● د فما منكما لها من مداني
    ● حدثني محمد بن الحسين نا كثير بن هشام نا عيسى بن إبراهيم القرشي حدثني رجل من أهل البصرة قال: قدمت المدينة فنزلت على معاوية بن عبد الله بن جعفر فسألته عما كان يصنع أبوه من أخلاقه فقال كان قد جبل على شيء لا يقدر على غيره قال فأتاه أعرابي يسأله فقال تمن علي واجتهد في الأماني فقال بكراً يحمل رحلي إلى أهلي وحلة ألبسها يوم قدومي على الحي وبردة أمتهنها في سفري ونفقة تبلغني إليهم قال لقد قصرت بك نفسك فهلا سألتني ما أملك فأخرج لك عيينة قال فأمر له بمائة حلة ومائة ناقة ومائة ألف درهم فقال الأعرابي أما الأحجار يعني المال فلا حاجة لي بها وأما الحلل فواحدة من ذلك تكفيني وأما الإبل فأسوقها والله إلى أهلي قال فساق الإبل وترك المال والحلل فأمر به عبد الله فقسم على فقراء أهل المدينة.
    ● حدثني محمد بن الحسين حدثني جعفر بن عون عن خالد الزيات عن رجل من أهل البيت أن عبد الله بن جعفر كان له على رجل مال فتحمل عليه بابن عباس ليؤخره فقال عبد الله بن جعفر هي له يا بن عم قال ما أردت هذا كله قال بن جعفر لكني أنا أردته.
    ● حدثني محمد بن الحسين نا أبو عبد الرحمن الطائي نا المجالد بن سعيد عن الشعبي قال: دخل أمية بن أبي الصلت على عبد الله بن جدعان التيمي وقد أخذت الخمر من عبد الله فأنشأ يقول:
    أأذكر حاجتي أم قد كفاني ● حياؤك إن شـيمتك الحياء
    وعلمك بالأمور وأنت فرع ● لك الحسب المهذب والسناء
    كريم لا يغيره صباح ● عن الخلق الكريم ولا مساء
    إذا أثـنى عليك المرء يوماً ● كفاه من تعرضه الثناء
    قال وعند بن جدعان قنيتان له فقال انظر أعجبهما إليك فخذ بيدها قال وكانت أحب ماله إليه فأخذ منه إحداهما وخرج فلقيه فتية من قريش فقالوا له ما صنعت دخلت إلى شيخنا وسيدنا وقد عمل فيه الشراب فأخذت إحدى حظيتيه وأحب ماله إليه ارجع فارددها عليه فإنه سيعوضك أضعافها قال فرجع إليه فقال ما الذي ردك إلينا يا أمية قال أحبت أن تؤنس أختها قال لا ولكن قيل لك فرقت بين الشيخ وأحب ماله إليه والله لتأخذن بيد الأخرى فأخذهما جميعاً وخرج وهو يقول:
    عطاؤك زين لامرئ إن حبوتـه ● بفضل وما كل الـعـطـاء يزين
    وليس بشين لامرئ بذل وجهه ● إليك كما بعض السؤال يشين
    ● حدثني أبو زيد النميري نا أبو عاصم أخبرني أبو عمار رجل من بني زهرة قال: مر بن الزبير بناس من قريش مجتمعين في مجلس فقال ما تذاكرون قالوا أمر الجاهلية قال دعوه فإن هذا الشيء هدمه الله فإن كنتم لا بد فاعلين فعليكم بابن جدعان فوالله ما تقسم الشرف إلا من بعده.
    ● حدثني أبو زيد حدثني عبد الله بن محمد بن حكيم عن خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد عن أبيه قال: قحط الناس في زمن بشر بن مروان فخرجوا فاستسقوا وبشر معهم فرجعوا وقد مطروا ووافق ذلك سيلاً من الليل فغرقت ناحية بارق وبني سليم فخرج بشر من الغد ينظر إلى آثار المطر حتى انتهى إلى بارق فإذا الماء في دار سراقة بن مرداس البارقي وسراقة قائم في الماء فقال أصلح الله الأمير إنك دعوت أمس ولم ترفع يديك فجاء ما ترى ولو كنت رفعت يديك لجاء الطوفان فضحك بشر فأنشأ سراقة يقول:
    دعا الرحمن بشر فـاستجـابـا ● لدعوته فأسقانا السحابا
    وكان دعاء بشر صوب غيث ● يعـاش به ويحيى ما أصابا
    أغـر بـوجـهه نسقى ونحيي ● ونستجلي بغرته الضبابا
    ● حدثني محمد بن عباد بن موسى حدثني موسى بن أخي عن علي بن المنذر عن الزبير بن موسى المخزومي قال: كان الوليد بن عبد الملك رجلاً حسوداً لقومه فدخلوا عليه فكان أول من بدر إليه عويف القوافي فقال كما أنت وما بقيت لنا بعد ما قلت لأخي بني زهرة ألم تقم علينا الساعة يوم قامت عليه ألست الذي يقول:
    إذا ما جـاء يومك يا بـن عـوف ● فلا مطرت على الأرض السماء
    ولا ســار الـبـريد بـغـنـم جــيش ● ولا حملت عـلى الطهر النساء
    تساقى اـناس بـعـدك يا بـن عـوفآ ● ذريع الـموت ليس له شفاء
    ثم قال اصرفه فانصرف فلقيه القرشيون والشاميون فقالوا رجل من أهل الحجاز يلي صدقاتها ما الذي استخرج به منك هذا قال والله لقد أعطاني غيره أكثر مما أعطاني ولكن والله ما أعطاني أحد قط عطية أبقى عندي شكراً ولا أدوم في قلبي لذة من عطية أعطانيها وذلك أني قدمت المدينة أريد أن ابتاع قعوداً من قعدان الصدقة ومعي بضاعة لا تبلغ العشرة الدنانير فإذا رجل بصحن السوق جالس على طنفسة بين يديه إبل معطونة أي محبوسة في العطن فظننته حين رأيته عامل السوق فسلمت عليه فأثبتني وجهلته فقلت رحمك الله هل أنت معيني ببصرك على قعود من هذه القعدان تبتاعه لي قال نعم أمعك ثمنه قلت نعم فأعطيته إياه وجلست طويلاً ثم قمت إليه فقلت رحمك الله انظر في حاجتي قال ما منعني منك إلا النسيان أمعك حبل قلت نعم قال هكذا افرجوا فتوسع الناس له فقال اقرن هذه وهذه فما نزع حتى أمر لي بثلاثين فريضة أدنى فريضة منها خير من بضاعتي فقلت أي رحمك الله أتدري ما تقول فما بقي أحد إلا وهزني وشتمني ثم رفع طنفسته وقال شأنك ببضاعتك فاستعن بها على من ترجع إليه والله لا أنساه ما كنت حياً أبداً وقال عويف القوافي يمدحه وهو طلحة بن عبد الله بن عوف:
    يا طلح أنت أخو الندى وعقيده ● إن الندى إن مات طلحة ماتا
    إن الـفـعـال إلـيك أطـلق رحـلـه ● فبحيث بـت مـن المنازل باتا
    ● حدثني محمد بن صالح القرشي حدثني أبو اليقظان عن جويرية قال: جاء نصيب الشاعر أبو محجن إلى عبد الله بن جعفر فحمله وأعطاه وكساه فقال قائل له يا أبا جعفر أعطيت هذا الحبشي هذه العطايا قال وما ذاك إنما هي رواحل تنضى وثياب تبلى وثناء يبقى.
    ● حدثني محمد بن عباد بن موسى حدثني هشام بن محمد عن خالد بن سعيد عن أبيه قال: لقيني إياس بن الحطيئة فقال يا أبا عثمان مات والله الحطيئة وفي كسر البيت ثلاثون ألفاً أعطاها أبوك سعيد بن العاص أبي فذهبت وبقي ما قلنا فيكم وذهب ما أعطيتمونا.
    ● حدثني محمد بن صالح عن أبي عبيدة حدثني الحارث بن سليم قال: حججت فمررت بالمدينة فوافقت بها سليمان بن عبد الملك فجاء سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان حتى جلس بين يديه فقال يا أمير المؤمنين أعدني على موسى شهوات هجاني فقام سعيد بن خالد بن عبد الله حتى جلس معه مجلس الخصم فقال إنه لم يهجه ولكنه مدحني فقال سليمان أنشدوني ما قال فأنشدوه فقال ما أسمعه هجاك ثم قال لسعيد بن خالد بن عبد الله ارفع حوائجك فرفع إليه رفعة فيها فيها ألف ألف فأمر له بها فاستكثرها القهرمان فجاء يوامر سليمان فقال أردت أن تبخلني أو أستكثرها لفتى من قريش.
    ● وأخبرني أبو زيد النميري حدثني أبو غسان محمد بن يحيى الكناني نا عبد العزيز بن أبي ثابت عن الحكم بن القاسم الأويسي من بني عامر بن لؤي أخبرني أبي قال: قدم على سليمان بن عبد الملك رجل من بني سهم وكان له صديقاً فحياه ثم قدم عليه فحياه ثم قدم عليه الثالثة فحياه ثم قدم عليه الرابعة فتأذى به سليمان وقال:
    وشـفـاء مـن الـمعـيشة كـور ● فوق أصلاب بازل خنشليل
    فاتـحـاً فـاك للمعـيشة تلقـى ● كل يوم عـلـى شـراك سبيل
    قال السهمي أما والله يا أمير المؤمنين إن أولى الناس بسد ذلك الفم وحل ذلك الرحل وكشف ذلك الغم لأنت قال سليمان والله لأصلن رحمك ولأعودن لك إلى ما كنت عليه قال عبد العزيز وأخبرني الحكم أن أباه أخبره أن سليمان قال البيتين.
    ● حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن قريب الأصمعي قال حدثني عمي نا رجل من بني زهرة قال: دخل أعرابي على هشام بن عبد الملك في غمار الناس فشق على هشام حين دخل من غير إذن فقام الأعرابي فقال أصابتنا ثلاثة أعوام فعام أكل الشحم وعام أكل اللحم وعام انتقى العظم وعندكم فضول من أموال فإن كانت لله فأقسموها بين عباد الله وإن كانت لعباد الله فبما تحبسها عنهم وإن كانت لكم فتصدقوا إن الله يجزي المتصدقين فقال له هشام ما حاجتك قال ليس لي حاجة فكتب هشام إلى عامله بالمدينة أنفق على مقحمي المدينة فرفع منه ألف دينار.
    ● حدثنا أبو محمد الباهلي نا عمي عبد الملك بن قريب قال سمعت أصحابنا يتحدثون قالوا سمعنا علي بن أصمع يقول قال لي بن عامر: إذا طلبت إلي حاجة فاجعل بيني وبينك ستراً فإن يكن منع لم يلغك وإن يكن نجح أتاك.
    وقال لي زياد لا تشرك في معروفي غيري فإني إن أعطيتك هنأتك وإن منعتك أحسنت المنع وأرصدت لك حاجة أخرى.
    ● وقال محمد بن إسحاق حدثني القاسم بن محمد بن المعتمر بن عياض بن حمنن بن عوف بن أخي عبد الرحمن بن عوف حدثني حميد بن معيوف الحمصي عن أبيه قال: كنت فيمن حضر الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم وهو يجود بنفسه بمنبج قال ولقي من الموت شدة فقلت أو قال رجل ممن حضر وهو في غشيته اللهم هون عليه فإنه كان يثني عليه فأفاق فقال من المتكلم فقال المتكلم أنا قال فإن ملك الموت يقول لك إني بكل سخي رفيق فكأنما كانت فتيلة أطفئت قال القاسم فلما بلغ موته بن هرمة قال:
    سألا عن الجود والمعروف أين هما ● فقلت إنهما ماتا مع الحكم
    ماتا مع الرجل الموفي بذمته ● يوم الحفاظ إذا لم يوف بالذمم
    ماذا بمنبج لو تنبش مقابرها ● من التهدم بالمعـروف والكرم
    ● وأخبرني عمر بن أبي معاذ البصري حدثني محمد بن يحيى بن علي الكناني قال: قدم بن سلم الشاعر على حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية فقال يمدحه:
    فلما دفعت لأبوابهم ● ولاقـيت حرباً لقيت النجاحا
    وجدناه يخبطه السائلون ● ويأبى على العسر إلا سماحا
    يزارون حتى ترى كلبهم ● يهاب الهرير وينسى النباحا
    قال بن سلم فأرسل إلي برزمة ثياب وبكيس فوضع رسوله الرزمة وعذره بقلة ما أرسل وقال إني لأستحي منك أن أعلمك ما بعث به فإذا نهضت فخذه من تحت فراشك ثم وضع تحت فراشي ألف دينار.
    ● حدثني أبو جعفر المديني محمد بن الحارث عن محمد بن حرب الهلالي قال حج عتبة بن أبي سفيان سنة إحدى وأربعين فصعد المنبر فحمد الله ثم قال: أيها الناس إنا قد ولينا هذا المقام الذي يضاعف للمحسن فيه الأجر وعلى المسيء الوزر ونحن على طريق ما قصدنا فلا تمدوا الأعناق إلى غيرنا فإنها تقطع دوننا ورب متمني حتفه في أمنيته فاقبلوا العافية منا ما قبلناها منكم وإياكم وقول لو فإنها قد أتعبت من قبلكم ولن تريح من بعدكم نسأل الله أن يعين كلا على كل. فاعترضه أعرابي فقال يا أيها الخليفة فقال لست به ولم تبعد قال فيا أخاه قال قد أسمعت فقل قال لعمري أن تحسنوا وقد أسأنا خير من أن تسيئوا وقد أحسنا فإن كان الإحسان منكم فما أحقكم باستتمامه وإن كان منا فما أحقنا بمكافأتكم رجل من بني عامر يلقاكم بالعمومة ويختص إليكم بالخؤولة كثرة عيال ووطئه زمان وبه فقر وعنده شكر قال استغفر الله منك وأستعين بالله عليك وقد أمرت لك بغناك فليت إسراعي إليك يقوم بإبطائي عنك.
    ● أخبرني العباس بن هشام بن محمد عن أبيه عن خالد بن سعيد بن عمرو الأموي قال: دخل كثير على عبد الملك بن مروان فقال يا أمير المؤمنين أرض لك يقال لها غرب ربما أتيتها وخرجت إليها بولدي وعيالي فأصبنا من رطبها ومن تمرها شراء مرة وطعمة مرة فإن رأى أمير المؤمنين أن يعرينيها فعل فقال له عبد الملك ذاك لك فندمه الناس قالوا أنت شاعر الخليفة ولك منه منزلة عظيمة هلا كنت سألته الأرض قطيعة فأتى الوليد فقال إن لي إلى أمير المؤمنين حاجة قال إنك لا تستمكن منه إنما يؤتى برذونه فيركبه إذا انصرف عن مكة وكان بمكة قال أجلسني قريباً من البرذون فأجلسه قريباً منه فلما استوى عبد الملك على البرذون قام فقال له عبد الملك إيه وعرف أن له حاجة فقال:
    جزتك الجوازي عن صديقك نضرة ● وأدناك ربي في الرفيق المقرب
    فإنك لا تعطي عليك ظلامة ● عدواً ولا تأبى من المتقرب
    وإنك ما تمنع فإنـك مانع ● بحق وما أعطيت لم يتعقب
    قال لعلك أردت غرباً قال نعم يا أمير المؤمنين قال اكتبوا له بها كتاباً ففعلوا.
    ● أخبرني العباس بن هشام عن أبيه عن خالد بن سعيد قال: دخل كثير على عبد العزيز بن مروان فأنشد:
    إذا ابتدر الناس المكارم بذها ● عراضة أخلاق بن ليلى وطولها
    حتى فرغ منها فأعجب بذلك عبد العزيز قال حكمك يا أبا صخر قال أحتكم أن أكون مكان بن رمانة وكان بن رمانة كاتبه وصاحب أمره فقال عبد العزيز ترحاً لك وما أردت إلى هذا ولا علم لك بخراجه ولا بكتابه أخرج عني فندم كثير ثم لم يزل حتى دخل عليه فقال:
    عجبت لأخذي خطة الغي بعدما ● بدا لي من عبد العزيز قبولها
    وأمي صعبات الأمور أروضها ● وقـد أمكنتني قبل ذاك ذلولها
    وأنت امرؤ من أهل بيت عمارة ● أمور بخيرات الأمور فعولها
    فلم أر ركباً جاءنا لك حاذياً ● ولا خلة يزري عليك دخيلها
    ذرا الله في أرض بن ليلى بناتها ● فأمرع جوفاها وبورك نيلها
    فقال أما الحكم فلا وقد أمرنا لك بعشرين ألفاً.
    ● وأخبرني العباس بن هشام عن أبيه عن يحيى بن عليم عن أبيه قال: قدم الأخطل الشام على بعض بني أمية فامتدحه فأخبر بعبد الله بن سعيد بن العاص متبدياً فيما بين المدينة والشام وكانت جدته أم أمه تغلبية وعبد الله يومئذ غلام فأتاه الأخطل فأنشده قصيدته التي يقول فيها:
    فمن يك سائلاً ببني سعيد ● فعبد الله أكرمـهـم نـصـابـا
    وأمر له بخمسة آلاف درهم وناقة برحلها فقيل له أعطيت أعرابياً نصرانياً ما أعطيته ولم تستمدحه وإنما كان يرضيه اليسير فقال عبد الله علي بالأخطل فجاء فقال إني أعطيتك ولم آمرك بشيء فهي لك في كل سنة فإذا بدا لك فتعال.
    ● حدثني المفضل بن غسان حدثني أبي حدثني أبو عمر القرشي المكي قال: خرج قوم من قريش يريدون بعض الخلفاء بالشام فمروا قريباً من أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فقالوا لو ملنا إلى أبي بكر فمالوا إليه فحبسهم ثم أرسل إليهم بثوب فيه مال تحمله عدة وقال لو كان عندنا أكثر من هذا أرسلنا به إليكم فلما رأوا ذلك قالوا ما نحتاج إلى الذهاب في وجهنا في هذا ما نكتفي به فارتحلوا فلم يدن منهم أحد من غلمانه وحشمه يعينهم على رحلتهم فلما ودعوه قالوا لقد رأينا من برك وإكرامك وصنيعك ما أعجبنا ولكنا رأينا شيئاً أنكرناه عند رحلتنا لم يدن منا أحد من غلمانك وحشمك فيعيننا على رحلتنا حتى تكلفنا نحن ذلك فضحك وقال إنهم لا يعينون أحداً على رحلتهم عنا.
    ● [ تم مُختصر مكارم الأخلاق لإبن ابى الدنيا ] ●
    إعداد فريق عمل منتديات الرسالة الخاتمة

    مُختصر مكارم الأخلاق [ ختام المُختصر ] Fasel10

    والحمد لله رب العالمين
    وصلّى الله على سيدنا محمد وآله
    منتديات الرسالة الخاتمة - البوابة

    مُختصر مكارم الأخلاق [ ختام المُختصر ] E110


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 17:26