منتدى غذاؤك دواؤك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    من السلطان معز الدين الى السلطان غياث الدين تغلق

    avatar
    فريق العمل


    عدد المساهمات : 80
    تاريخ التسجيل : 17/11/2013

    من السلطان معز الدين الى السلطان غياث الدين تغلق Empty من السلطان معز الدين الى السلطان غياث الدين تغلق

    مُساهمة من طرف فريق العمل الجمعة 19 يونيو 2015 - 13:57

    من السلطان معز الدين الى السلطان غياث الدين تغلق Batota11

    بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
    رحلات إبن بطوطة
    الجزء الثانى
    من السلطان معز الدين الى السلطان غياث الدين تغلق
    من السلطان معز الدين الى السلطان غياث الدين تغلق 1410
    ● [ ذكر السلطان معز الدين بن ناصر ] ●
    ابن السلطان غياث الدين بلبن

    ولما توفي السلطان غياث الدين ليلاً، وابنه ناصر الدين غائب ببلاده اللكنوتي، وجعل العهد لابن ابنه الشهيد كي خسرو، حسبما قصصناه، كان ملك الأمراء نائب السلطان غياث الدين عدواً لكي خسرو فأراد عليه حيلة تمت، وهي أنه كتب بيعة دلس فيها على خطوط الأمراء الكبار بأنهم بايعوا السلطان معز الدين حفيد السلطان بلبن ودخل على كي خسرو كالمتنصح له فقال له: إن الأمراء قد بايعوا ابن عمك، وأخاف عليك منهم. فقال كي خسروا: فما الحيلة، قال: انج بنفسك هارباً إلى بلاد السند فقال: وكيف الخروج والأبواب مسدودة، قال له: إن المفاتيح بيدي، وأنا أفتح لك فشكره على ذلك وقبل يده، وقال له: اركب الآن، فركب في خاصته ومماليكه، وفتح له الباب وأخرجه، وسد في أثره، واستأذن على معز الدين فبايعه، فقال: كيف لي بذلك وولاية العهد لابن عمي، فأعلمه بما أدار عليه من الحيلة، وبإخراجه. فشكره على ذلك ومضى به إلى دار الملك، وبعث إلى الأمراء والخواص فبايعوا ليلاً فلما أصبح بايعه سائر الناس واستقام له الملك وكان أبوه حياً ببلاد بنجالة واللكنوتي فاتصل به الخبر فقال: أنا وارث الملك وكيف يلي ابني الملك ويستقل به وأنا بقيد الحياة، فتجهز في جيوشه قاصداً حضرة دهلي، وتجهز ولده في جيوشه كذلك قاصداً لمدافعته عنها، فتوفيا معاً بمدينة كرا، وهي على ساحل نهر الكنك الذي تحج الهنود إليه فنزل ناصر الدين على شاطئه مما يلي كرا ونزل ولده السلطان معز الدين مما يلي الجهة الأخرى، والنهر بينهما وعزما على القتال، ثم أن الله تعالى أراد حقن دماء المسلمين، فألقى في قلب ناصر الدرين الرحمة لآبنه وقال: إذا ملك ولدي فذلك شرف، وأنا أحق أن أرغب في ذلك، وألقى في قلب السلطان معز الدين الضراعة لأبيه فركب كل واحد منهما منفرداً عن جيوشه، والتقيا في وسط النهر فقبل السلطان رجل أبيه واعتذر له. فقال له أبوه: قد وهبتك ملكي ووليتك وبايعه وأراد الرجوع إلى بلاده فقال له ابنه: لا بد لك من الوصول إلى بلادي، فمضى معه إلى دهلي، ودخل القصر وأقعده أبوه على سرير الملك ووقف بين يديه وسمي ذلك اللقاء الذي كان بينهما بالنهر: لقاء السعدين، لما كان فيه من حقن الدماء، وتواهب الملك والتجافي عن المنازعة. وأكثرت الشعراء في ذلك. وعاد ناصر الدين إلى بلاده، فمات بها بعد سنين وترك بها ذرية منهم غياث الدين بهادور الذي أسره السلطان تغلق وأطلقه ابنه محمد بعد وفاته، واستقام الملك لمعز الدين أربعة أعوام بعد ذلك وكانت كالأعياد. رأيت بعض من أدركها يصف خيراتها ورخص أسعراها، وجود معز الدين وكرمه وهو الذي بني الصومعة بالصحن الشمالي من جامع دهلي ولا نظير لها في البلاد. وحكى لي بعض أهل الهند أن معز الدين كان يكثر النكاح والشرب، فاعتلته علة أعجز الأطباء دواؤها، ويبس أحد شقيه فقام عليه نائبه جلال الدين فيروزشاة الخلجي " بفتح الخاء المعجم واللام والجيم ".
    ● [ ذكر السلطان جلال الدين ] ●

    ولما اعترى السلطان معز الدين ما ذكرناه من يبس أحد شقيه خالف عليه نائبه جلال الدين وخرج إلى ظاهر المدينة فوقف على تل هنالك بجانب قبة تعرف بقبة الجيشاني. فبعث معز الدين الأمراء لقتاله، فكان كل من يبعثه منهم يبايع جلال الدين ويدخل في جملته ثم دخل المدينة وحصره في القصر ثلاثة أيام. وحدثني من شاهد ذلك أن السلطان معز الدين أصابه الجوع في تلك الأيام، فلم يجد ما يأكله، فبعث إليه أحد الشرفاء من جيرانه ما أقام أوده، ودخل عليه القصر فقتل، وولي بعده جلال الدين وكان حليماً فاضلاً، وحلمه أداه إلى القتل، كما سنذكره واستقام له الملك سنين وبنى القصر المعروف باسمه، وهو الذي أعطاه السلطان محمد لصهره الأمير غدا بن مهنا، لما زوجه، بأخته، وسيذكر ذلك، فكان للسلطان جلال الدين ولد اسمه ركن الدين، وابن أخ اسمه علاء الدين زوجه بابنته وولاه مدينة كرا ومانكبور ونواحيها، وهي من أخصب بلاد الهند كثيرة القمح والأرز والسكر وتصنع بها الثياب الرفيعة، ومنها تجلب إلى دهلي، وبينهما مسيرة ثمانية عشر يوماً وكانت زوجة علاء الدين تؤذيه، فلا زال يشكوها إلى عمه السلطان جلال الدين حتى وقعت الوحشة بينهما بسببها وكان علاء الدين شهماً شجاعاً مظفراً منصوراً، وحب الملك ثابت في نفسه، إلا أنه لم يكن له مال إلا ما يستفيده بسيفه من غنائم الكفار. فاتفق أنه ذهب مرة إلى الغزو ببلاد الدويقير، وتسمى بلاد الكتكة أيضاً وسنذكرها، وهي كرسي بلاد المالوه والمرهتة، وكان سلطانها أكبر سلاطين الكفار، فعثرت بعلاء الدين بتلك الغزوة دابة له عند حجر فسمع له طنيناً، فأمر بالحفر هنالك فوجد تحته كنزاً عظيماً، ففرقه في أصحابه ووصل إلى الدويقير، فأذعن له سلطانها بالطاعة، ومكنه من المدينة من غير حرب وأهدى له هدايا عظيمة فرجع إلى المدينة كرا، ولم يبعث إلى عمه شيئاً من الغنائم فأغرى الناس عمه به فبعث إليه، فامتنع من الوصول إليه فقال السلطان جلال الدين أنا أذهب إليه وآتي به فإنه محل ولدي فتجهز في عساكره وطوى المراحل حتى حل بساحل مدينة كرا، حيث نزل السلطان معز الدين لما خرج إلى لقاء أبيه ناصر الدين، وركب النهر برسم الوصول إلى ابن أخيه، وركب ابن أخيه أيضاً في مركب ثان عازماً على الفتك به وقال لأصحابه: إذا أنا عانقته فاقتلوه فلما التقيا وسط النهر عانقه ابن أخيه وقتله أصحابه كما وعدهم، واحتوى على ملكه وعساكره.
    ● [ ذكر السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي ] ●

    ولما قتل عمه استقل بالملك، وفر إليه أكثر عساكر عمه، وعاد بعضهم إلى دهلي، واجتمعوا على ركن الدين وخرج إلى دفاعه فهربوا جميعاً إلى السلطان علاء الدين، وفر ركن الدين إلى السند، ودخل علاء الدين دار الملك، واستقام له الأمر عشرين سنة. وكان من خيار السلاطين وأهل الهند يثنون عليه كثيراً، وكان يتفقد أمور الرعية بنفسه، ويسأل عن أسعارهم، ويحضر المحتسب وهم يسمونه الرئيس في كل يوم برسم ذلك ويذكر أنه سأله يوماً عن سبب غلاء اللحم، فأخبره أنه ذلك لكثرة المغرم على البقر في المرتب فأمر برفع ذلك، وأمر بإحضاره التجار وأعطاهم الأموال وقال لهم: اشتروا بها البقر والغنم وبيعوها، ويرتفع ثمنها لبيت المال، ويكون لكم أجرة على بيعها ففعلوا ذلك، وفعل مثل هذا في الأثواب التي يؤتى بها من دولة أباد وكان إذا غلا ثمن الزرع فتح المخازن وباع الزرع حتى يرخص السعر. ويذكر أن السعر ارتفع ذات مرة فأمر ببيع الزرع بثمن عينه، فامتنع الناس من بيعه بذلك الثمن، فأمر ألا يبيع أحد زرعاً غير زرع المخزن وباع للناس ستة أشهر، فخاف المحتكرون فساد زرعهم بالسوس فرغبوا أن يؤذن لهم على أن يبيعوه بأقل من القيمة الأولى التي امتنعوا من بيعه بها. وكان لا يركب لجمعة ولا لعيد ولا سواهما وسبب ذلك إنه كان له ابن أخ يسمى سليمان شاه وكان يحبه ويعظمه، فركب يوماً إلى الصيد وهو معه، وأضمر في نفسه أن يفعل ما فعل هو بعمه جلال الدين من الفتك فلما نزل للغداء، رماه بنشابة فصرعه وغطاه بعض عبيده بترس وأتى ابن أخيه ليجهز عليه، فقال له العبيد: إنه قد مات فصدقهم وركب فدخل القصر على الحرم وأفاق السلطان علاء الدين من غشيته وركب، واجتمعت العساكر عليه، وفر ابن أخيه فأدرك وأتي به إليه فقتله، وكان بعد ذلك لا يركب. وكان له من الأولاد خضر خان وشادي خان وأبو بكر خان ومبارك خان، وهو قطب الدين الذي ولي الملك، وشهاب الدين. وكان قطب الدين مهتضماً عنده ناقص الحظ قليل الحظوة وأعطى جميع إخوته المراتب، وهي الأعلام والأطبال، ولم يعطه شيئاً؛ وقال له يوماً، لا بد أن أعطيك مثل ما أعطيت إخوتك فقال له: الله هو الذي يعطيني فهال أباه هذا الكلام وفزع منه. ثم إن السلطان اشتد عليه المرض، وكانت زوجته أم ولده خضر خان، وتسمى ماه حق، والماه القمر بلسانهم، لها أخ يسمى سنجر، فعاهدت أخاها على تمليك ولدها خضر خان وعلم بذلك ملك نائب أكبر أمراء السلطان، وكان يسمى الألفي، لأن السلطان إشتراه بألف تنكة، وهي ألفان وخمسمائة من دنانير المغرب، فوشى إلى السلطان بما اتفقوا عليه، فقال لخواصه إذا دخل علي سنجر فإني معطيه ثوباً، فإذا لبسه، فأمسكوا بأكمامه واضربوا به الأرض واذبحوه فلما دخل عليه فعلوا ذلك وقتلوه وكان خضر خان غائباً، بموضع يقال له: سندبت، على مسيرة يوم من دهلي، توجه لزيارة شهداء مدفونين به، لنذر كان عليه أن يمشي تلك المسافة راجلاً ويدعو لوالده بالراحة. فلما بلغه أن أباه قتل خاله حزن عليه حزناً شديداً ومزق جيبه، وتلك عادة لأهل الهند يفعلونها إذا مات لهم من يعز عليهم، فبلغ والده ما فعله فكره ذلك، فلما دخل عليه عنفه ولامه، وأمر به فقيدت يداه ورجلاه، وسلمه لملك نائب المذكور، وأمره أن يذهب إلى حصن كاليور وضبطه " بفتح الكاف المعقودة وكسر اللام وضم الياء آخر الحروف وآخره راء " ويقال له أيضاً كيالير بزيادة ياء ثانية، وهو حصن منقطع بين كفار الهنود منيع على مسيرة عشر من دهلي، وقد سكنته أنا مدة، فلما أوصله إلى هذا الحصن سلمه للكتوال وهو أمير الحصن، وللمفردين وهم الزماميون، وقال لهم: لا تقولوا هذا ابن السلطان فتكرموه، إنما هو أعدى عدو له، فاحفظوه كما يحفظ العدو. ثم إن المرض اشتد بالسلطان فقال الملك نائب: ابعث من يأتي بابني خضر خان لأوليه العهد: فقال له نعم وماطله بذلك فمتى سأل عنه، قال: هو ذا يصل إلى أن توفي السلطان رحمه الله.
    ● [ ذكر ابنه السلطان شهاب الدين ] ●

    ولما توفي السلطان علاء الدين اقعد ملك نائب ابنه الأصغر شهاب الدين على سرير الملك، وبايعه الناس، وتغلب ملك نائب عليه، وسمل أعين أبي بكر خان وشادي خان، وبعث بهما إلى كاليور، وأمر بسمل عيني أخيهما خضر خان المسجون هنالك، وسجنوا وسجن قطب الدين، لكنه لم تسمل عيناه. وكان للسلطان علاء الدين مملوكان من خواصه، يسمى أحدهما ببشير والآخر بمبشر، فبعثت إليهما الخاتون الكبرى زوجة علاء الدين، وهي بنت السلطان معز الدين، فذكرتهما بنعمة مولاهما، وقالت: إن هذا الفتى ملك نائب قد فعل في أولادي ما تعلمانه، وأنه يريد أن يقتل قطب الدين. فقالا لهما: سترين ما نفعل، وكانت عادتهما أن يبيتا عند نائب ملك ويدخلا عليه بالسلاح، فدخلا عليه تلك الليلة وهو في بيت من الخشب مكسو بالملف يسمونه الخرمقة ينام في أيام المطر فوق سطح القصر، فاتفق أنه أخذ السيف من يد أحدهما فقلبه ورده إليه، فضربه به المملوك وثنى عليه صاحبه، واحتزا رأسه وأتيا به إلى مجلس قطب الدين، فرمياه بين يديه، وأخرجاه. فدخل على أخيه شهاب الدين وأقام بين يديه أياماً كأنه نائب له، ثم عزم خلعه فخلعه.
    ● [ ذكر السلطان قطب الدين ] ●
    ابن السلطان علاء الدين

    وخلع قطب الدين أخاه شهاب الدين وقطع إصبعه، وبعث به إلى كاليور فحبس مع إخوته. واستقام الملك لقطب الدين. ثم إنه بعد ذلك خرج من حضرة دهلي إلى دولة أباد، وهي على مسيرة أربعين يوماً منها. والطريق بينهما تكنفه الأشجار من الصفصاف وسواه. فكأن الماشي به في بستان. وفي كل ميل منه ثلاث داوات، وهي البريد وقد ذكرنا ترتيبه، وفي كل داوة جميع ما يحتاج المسافر إليه. فكأنه يمشي في سوق مسيرة الأربعين يوماً. وكذلك يتصل الطريق إلى بلاد التلنك. والمعبر مسيرة ستة أشهر. وفي كل منزلة قصر للسلطان وزاوية للوارد والصادر، فلا يفتقر الفقير إلى حمل زاد في ذلك الطريق. ولما خرج السلطان قطب الدين في هذه الحركة اتفق بعض الأمراء على الخلاف عليه وتولية ولد أخيه خضر خان المسجون، وسنه نحو عشرة أعوام، وكان مع السلطان. فبلغ السلطان ذلك، فأخذ ابن أخيه المذكور وأمسك برجليه، وضرب برأسه إلى الحجارة حتى نثر دماغه وبعث أحد الأمراء ويسمى ملك شاه إلى كاليور حيث أبو هذا الولد وأعمامه وأمره بقتلهم جميعاً. فحدثني القاضي زين الدين مبارك قاضي هذا الحصن قال: قدم عاينا ملك شاه ضحوة يوم، وكنت عند خضر خان بمحبسه، فلما سمع بقدومه خاف وتغير لونه. ودخل عليه الأمير فقال له: فيم جئت، قال: في حاجة خوند عالم. فقال له: نفسي سالمة، فقال: نعم، وخرج عنه واستحضر الكتوال وهو صاحب الحصن والمفردين وهم الزماميون، وكانوا ثلاثمائة رجل، وبعث عني وعن العدول، واستظهر بأمر السلطان فقرأوه، وأتوا إلى شهاب الدين المخلوع فضربوا عنقه وهو متثبت غير جزع، ثم ضربوا عنق أبي بكر خان وشادي خان، ولما أتوا ليضربوا عنق خضر خان فزع وذهل، وكانت أمه معه فسدوا الباب دونها، وقتلوه وسحبوهم جميعاً في حفرة بدون تكفين ولا غسل. واخرجوا بعد سنين فدفنوا بمقابر آبائهم. وعاشت أم خضر خان مدة، ورايتها بمكة سنة ثمان وعشرين. وحصن كاليور هذا في رأس شاهق كأنه منحوت من الصخر لا يحاذيه جبل، وبداخله جباب الماء ونحو عشرين بئراً عليها الأسوار مضافة إلى الحصن، منصوباً عليها المجانيق والرعادات. ويصعد إلى الحصن في طريق متسعة يصعدها الفيل والفرس. وعند باب الحصن صورة فيل منحوت من الحجر وعليه صورة فيال. وإذا رآه الإنسان على بعد لم يشك أنه فيل حقيقة. وأسفل الحصن مدينة حسنة مبنية كلها بالحجارة البيض المنحوتة، مساجدها ودورها، ولا خشب فيها ماعدا الأبواب. وكذلك دار الملك بها والقباب والمجالس. وأكثر سوقتها كفار، وفيها ستمائة فارس من جيش السلطان لا يزالون في جهاد، لأنها بين الكفار. ولما قتل قطب الدين إخوته واستقل بالملك، ولم يبق من ينازعه ولا من يخالف عليه بعث الله تعالى عليه من خاصته، الحظي لديه أكبر أمرائه وأعظمهم منزله عنده ناصر الدين خسرو خان ففتك به وقتله واستقل بملكه، إلا أن مدته لم تطل بالملك، فبعث الله تعالى عليه من قتله بعد خلعه السلطان تغلق، حسبما يشرح كله مستوفى إن شاء الله تعالى إثر هذا ونسطره.
    ● [ ذكر السلطان خسرو خان ناصر الدين ] ●

    وكان خسروخان من أكبر أمراء قطب الدين، وهو شجاع حسن الصورة، وكان فتح بلاد جنديري وبلاد المعبر، وهي من أخصب بلاد الهند. وبينهما وبين دهلي مسيرة ستة أشهر. وكان قطب الدين يحبه حباً شديداَ ويؤثره، فجر ذلك حتفه على يديه. وكان لقطب الدين معلم يسمى قاضي خان صدر الجهان، وهو أكبر أمرائه وكليت " كليد " دار، وهو صاحب مفاتيح القصر. وعادته أن يبيت كل ليلة على باب السلطان ومعه أهل النوبة، وهم ألف رجل يبيتون مناوبة بين أربع ليال، ويكونون صفين فيما بين أبواب القصر، وسلاح كل واحد منهم بين يديه، فلا يدخل أحد إلا فيما بين سماطيهم. وإذا تم الليل أتى أهل نوبة النهار. ولأهل النوبة أمراء وكتاب يتطوفون عليهم ويكتبون من غاب منهم أو حضر. وكان معلم السلطان قاضي خان يكره أفعال خسرو خان، ويسوءه ما يراه من إيثاره لكفار الهنود وميله إليهم، وأصله منهم. ولا يزال يلقي ذلك إلى السلطان فلا يسمع منه ويقول له دعه وما يريد، لما أراد الله من قتله على يده. فلما كان في بعض الأيام قال خسرو خان للسلطان: إن جماعة من الهنود يريدون أن يسلموا. ومن عادتهم في تلك البلاد أن الهندي إذا أراد الإسلام أدخل إلى السلطان فيكسوه كسوة حسنة ويعطيه قلادة أو أساور من ذهب على قدره، فقال له السلطان: ائتني بهم. فقال: إنهم يستحيون أن يدخلوا إليك نهاراً لأجل أقربائهم وأهل ملتهم. فقال له: ائتني بهم ليلاً. فجمع خسرو خان جماعة من شجعان الهنود وكبرائهم، فيهم أخوه خان خانان، وذلك أوان الحر، والسلطان ينام فوق سطح القصر، ولا يكون عنده في ذلك الوقت إلا بعض الفتيان. فلما دخلوا الأبواب الأربعة وهم شاكو السلاح ووصلوا إلى الباب الخامس، وعليه قاضي خان، أنكر شأنهم، وأحس بالشر. فمنعهم من الدخول وقال: لا بد أن أسمع من خوند عالم بنفسي الإذن في دخولهم، وحينئذ يدخلون. فلما منعهم من الدخول هجموا عليه فقتلوه. وعلت الضجة بالباب، فقال السلطان: ما هذا ? فقال خسرو خان: هم الهنود الذين أتوا ليسلموا، فمنعهم قاضي خان من الدخول. وزاد الضجيج، فخاف السلطان وقام يريد الدخول إلى القصر، وكان بابه مسدوداً، والفتيان عنده فقرع الباب واحتضنه خسرو خان من خلفه، وكان السلطان أقوى منه فصرعه. ودخل الهنود فقال لهم خسرو خان: هو ذا فوقي فاقتلوه، فقتلوه وقطعوا رأسه ورموا به من سطح القصر إلى صحنه. وبعث خسرو خان من حينه إلى الأمراء والملوك وهم لا يعلمون بما اتفق. فكلما دخلت طائفة وجده على سرير الملك فبايعوه ولما أصبح أعلن بأمره، وكتب المراسم وهي الأوامر إلى جميع البلاد. وبعث لكل أمير خلعة فطاعوا له جميعاً. وأذعنوا إلى تغلق شاه ولد السلطان محمد شاه، وكان إذا ذاك وأميراً بدبال بور، من بلاد السند. فلما وصلته خلعة خسرو خان طرحها بالأرض، وجلس فوقها. وبعث إليه أخاه خان خانان فهزمهم. ثم آل أمره إلى أن قتله كما سنشرحه في أخبار تغلق. ولما ملك خسرو خان أثر الهنود، وأظهر أموراً منكرة، منها النهي عن ذبح البقر على قاعدة كفار الهنود، فإنهم لا يجيزون ذبحها، وجزاء من ذبحها عندهم أن يخاط في جلدها ويحرق. وهم يعظمون البقر ويشربون أبوالها للبركة، وللاستشفاء إذا مرضوا. ويلطخون بيوتهم وحيطانهم بأرواثها. وكان ذلك مما بغض خسرو خان إلى المسلمين وأمالهم عنه إلى تغلق، فلم تطل مدة ولايته ولا امتدت أيام ملكه كما سنذكره.
    ● [ ذكر السلطان غياث الدين تغلق شاه ] ●

    " وضبط اسمه بضم التاء المعلوة وسكون الغين المعجم وضم اللام وآخره قاف " حدثني الشيخ الإمام الصالح العالم العامل العابد ركن الدين ابن الشيخ الصالح شمس الدين أبي عبد الله ابن الولي الإمام العالم العابد بهاء الدين زكريا القرشي الملتاني بزاويته. أن السلطان تغلق كان من الأتراك المعروفين بالقرونة " بفتح القاف والراء وسكون الواو وفتح النون "، وهم قانطون بالجبال التي بين بلاد السند والترك. وكان ضعيف الحال، فقدم بلاد السند في خدمة بعض التجار، وكان كلوانياً له، والكلواني " بضم الكاف المعقود " هو راعي الخيل " جلوبان "، وذلك على أيام السلطان علاء الدين، وأمير السند إذ ذاك أخوه أولوخان " بضم الهمزة واللام " فخدمه تغلق، وتعلق بجانبه، فرتبه في البياة " بكسر الباء الموحدة وفتح الياء آخر الحروف "، وهم الرجالة. ثم ظهرت نجابته فأثبت في الفرسان، ثم كان من الأمراء الصغار وجعله أولوخان أمير خيله. ثم كان بعد ذلك من الأمراء الكبار، وسمي بالملك الغازي، ورأيت مكتوباً على مقصورة الجامع بملتان، وهو الذي أمر بعملها، إني قاتلت التتر تسعاً وعشرين مرة، فهزمتهم. فحينئذ سميت بالملك الغازي. ولما ولي قطب الدين ولاه مدينة دبال بور وعمالتها " وهي بكسر الدال المهمل وفتح الباء الموحدة "، وجعل ولده الذي هو الآن سلطان الهند أمير خيله، وكان يسمى جونه " بفتح الجيم والنون " ولما ملك تسمى بمحمد شاه. ثم لما قتل قطب الدين وولي خسرو خان أبقاه الله على إمارة الخيل. فلما أراد تغلق الخلاف كان له ثلاثمائة من أصحابه الذين يعتمد عليهم في القتال، وكتب إلى كشلوخان، وهو يومئذ بملتان، وبينهما وبين دبال بور ثلاثة أيام، يطلب منه القيام بنصرته، ويذكره نعمة قطب الدين، ويحرضه على طلب ثأره. وكان ولد كشلو خان بدهلي فكتب إلى تغلق أنه لو كان ولدي عندي لأعنتك على ما تريد. فكتب تغلق إلى ولده محمد شاه يعلمه بما عزم عليه، ويأمره أن يفر إليه ويستصحب معه ولد كشلو خان، فأدار ولده الحيلة على خسرو خان. وتمت له كما أراد، فقال له: إن الخيل قد سمنت وتبدنت وهي تحتاج البراق وهو التضمير، فأذن له في تضميرها. فكان يركب كل يوم في أصحابه فيسير بها الساعة والساعتين والثلاث، واستمر إلى أربع ساعات، إلى أن غاب يوماً إلى وقت الزوال، وذلك وقت طعامهم، فأمر السلطان بالركوب في طلبه، فلم يوجد له خبر. ولحق بأبيه واستصحب معه ولد كشلو خان. وحينئذ أظهر تغلق الخلاف، وجمع العساكر وخرج معه كشلو خان في أصحابه، وبعث السلطان أخاه خان خانان لقتالهما، فهزماه شر هزيمة، وفر عسكره إليهما، ورجع خان خانان إلى أخيه، وقتل أصحابه، وأخذت خزائنه وأمواله وقصد تغلق حضرة دهلي.
    وخرج إليه خسروخان في عساكره، ونزل بخارج دهلي بموضع يعرف بآصيا أباد " آسياباد " ومعنى ذلك رحى الريح، وأمر بالخزائن ففتحت، وأعطى الأموال بالبدر، لا بوزن ولا عد. ووقع اللقاء بينه وبين تغلق، وقاتلت الهنود أشد قتال. وانهزمت عساكر تغلق، ونهبت محلته، وانفرد في أصحابه الأقدمين الثلاثمائة، فقال لهم: إلى أين الفرار حيثما أدركنا قتلنا، واشتغلت عساكر خسرو خان بالنهب، وتفرقوا عنه ولم يبق معه الا قليل. فقصد تغلق وأصحابه موقفه، والسلطان هنالك يعرف بالشطر " جتر " الذي يرفع فوق رأسه، وهو الذي يسمى بديار مصر القبة، والطير، ويرفع بها في الأعياد. وأما بالهند والصين فلا يفارق السلطان في سفر ولا حضر. فلما قصده تغلق وأصحابه حمي القتال بينهم وبين الهنود. وانهزم أصحاب السلطان ولم يبق معه أحد، وهرب فنزل عن فرسه ورمى بثيابه وسلاحه، وبقي في قميص واحد، وأرسل شعره بين كتفيه كما يفعل فقراء الهند، ودخل بستاناً هنالك. واجتمع الناس على تغلق، وقصد المدينة، فأتاه الكتوال بالمفاتيح، ودخل القصر ونزل بناحية منه وقال لكشلو خان: أنت تكون السلطان. فقال كشلو خان: بل أنت تكون السلطان. وتنازعا، فقال له كشلو خان: فإن أبيت أن تكون سلطاناً فيتولى ولدك. فكره هذا، وقبل حينئذ، وقعد على سرير الملك وبايعه الخاص والعام، ولما كان بعد ثلاث اشتد لجوع بخسرو خان، وهو مختف بالبستان، فخرج وطاف به فوجد القيم فسأله طعاماً فلم يكن عنده فأعطاه خاتمه وقال: اذهب فارهنه في طعام فلما ذهب بالخاتم إلى السوق أنكر الناس أمره ورفعوه إلى الشحنة وهو الحاكم فأدخله على السلطان تغلق فأعلمه بمن دفع إليه الخاتم. فبعث ولده محمداً ليأتي به فقبض عليه وأتاه به راكباً على تتو " بتائين مثناتين أولاهما مفتوحة والثانية مضمومة "، وهو البرذون. فلما مثل بين يديه قال له: إني جائع فأتني بطعام. فأمر له بالشربة ثم الطعام ثم بالقفاع ثم بالتنبول. فلما أكل قام قائماً وقال: يا تغلق افعل معي فعل الملوك، ولا تفضحني. فقال له: لك ذلك. وأمر به فضربت رقبته وذلك في الموضع الذي قتل هو به قطب الدين، ورمي برأسه وجسده من أعلى السطح كما فعل هو برأس قطب الدين، وبعد ذلك أمر بغسله وتكفينه. ودفن في مقبرته، واستقام الملك لتغلق أربعة أعوام. وكان عادلاً فاضلاً.
    ● [ ذكر ما رامه ولده من القيام عليه ] ●
    فلم يتم له ذلك

    ولما استقر تغلق بدار الملك بعث ولده ليفتح بلاد التلنك " وضبطها بكسر التاء المعلوة واللام وسكون النون وكاف معقودة " وهي على مسيرة ثلاثة أشهر من مدينة دهلي. وبعث معه عسكراً عظيماً فيه كبار الامراء، مثل الملك تمور " بفتح التاء المعلوة وضم الميم وآخره راء " ومثل الملك تكين " بكسر التاء المعلوة والكاف وآخره نون " ومثل ملك كافور والمهردار " بضم الميم " ومثل ملك بيرم " بالباء الموحدة مفتوحة والياء أخر الحروف والراء مفتوحة " وسواهم. فلما بلغ إلى أرض التلنك أراد المخالفة. وكان له نديم من الفقهاء الشعراء يعرف بعبيد، فأمره أن يلقي إلى الناس أن السلطان تغلق توفي، وظنه أن الناس يبايعونه مسرعين إذا سمعوا ذلك. فلما ألقى ذلك إلى الناس أنكره الأمراء، وضرب كل واحد منهم طبله وخالف، فلم يبق معه أحد. وأرادوا قتله، فمنعهم منه ملك تمور، وقام دونه. ففر إلى أبيه في عشرة من الفرسان سماهم ياران موافق، ومعناه الأصحاب الموافقون. فأعطاه أبوه الأموال والعساكر وأمره بالعود إلى تلنك فعاد إليها. وعلم أبوه بما كان أراد. فقتل الفقيه عبيداً، وأمر بملك كافور المهردار فدق له عمود في الأرض محدود الطرف، وركز في عنقه حتى خرج من جنبه طرفه، ورأسه، إلى أسفل. وترك على تلك الحال. وفر من بقي من الأمراء إلى السلطان شمس الدين ابن السلطان ناصر الدين ابن السلطان غياث الدين بلبن، واستقروا عنده.
    ● [ ذكر مسير تغلق إلى بلاد اللكنوتي ] ●
    وما اتصل لذلك إلى وفاته

    وأقام الأمراء الهاربون عند السلطان شمس الدين، ثم إن شمس الدين توفي، وعهد لولده شهاب الدين فجلس مجلس أبيه. ثم غلب عليه أخوه الأصغر غياث الدين بهادور، بورة، ومعناه بالهندية الأسود، واستولى على الملك، وقتل أخاه قطلوخان وسائر إخوته. وفر شهاب الدين وناصر الدين منهم إلى تغلق، فتجهز معهما لقتال أخيهما، وخلف ولده محمداً نائباً عنه في ملكه، وجد السير إلى بلاد اللكنوتي فانتصر عليها، وأسر سلطانها غياث الدين بهادور، وقدم به أسيراً إلى حاضرة ملكه. وكان بمدينة دهلي الوالي نظام الدين البذواني، ولا يزال محمد شاه ابن السلطان يتردد إليه. ويعظم خدامه، ويسأله الدعاء. وكان يأخذ الشيخ حالٌ تغلب عليه. فقال ابن السلطان لخدامه؛ إذا كان الشيخ في حاله التي تغلب عليه فأعلموني بذلك. فلما أخذته الحال أعلموه فدخل عليه، فلما رآه الشيخ قال: وهبنا لك الملك، ثم توفي الشيخ في أيام غيبة السلطان. فحمل ابنه محمد نعشه على كاهله، فبلغ ذلك أباه فأنكره وتوعده. وكان قد رأى منه أموراً، ونقم عليه استكثاره من شراء المماليك، وإجزاله العطايا، واستجلاله قلوب الناس، فزاد حنقه عليه. وبلغه أن المنجمين زعموا أنه لا يدخل مدينة دهلي بعد سفره ذلك فتوعده. ولما عاد من سفره وقرب من الحاضرة أمر ولده أن يبني له قصراً، وهم يسمونه الكشك " بضم الكاف وشين معجم مسكن " على واد هنالك يسمى أفغان بور، فبناه في ثلاثة أيام. وجعل أكثر بنائه بالخشب، مرتفعاً على الأرض، قائماً على سواري خشب، وأحكمه بهندسة تولى النظر فيها الملك زاده المعروف بعد ذلك بخواجه جهان، واسمه أحمد بن إياس، كبير وزراء السلطان محمد، وكان إذ ذاك شحنة العمارة. وكانت الحكمة التي اخترعوها فيه أنه متى وطئت الفيلة جهة منه وقع ذلك القصر وسقط. ونزل السلطان بالقصر وأطعم الناس وتفرقوا. واستأذنه ولده في أن يعرض الفيلة بين يديه وهي مزينة فأذن له. وحدثني الشيخ ركن الدين أنه كان يومئذ مع السلطان ومعهما ولد السلطان المؤثر لديه محمود، فجاء محمد ابن السلطان فقال للشيخ: يا خوند هذا وقت العصر، انزل فصل، قال لي الشيخ: فنزلت. وأتي بالأفيال من جهة واحدة حسبما دبروه، فلما وطئتها سقط الكشك على السلطان وولده محمود، قال الشيخ: فسمعت الضجة، فعدت ولم أصل، فوجدت الكشك قد سقط. فأمر ابنه أن يؤتى بالفؤوس والمساحي للحفر عنه، وأشار بالإبطاء، فلم يؤت بهما إلا وقد غربت الشمس. فحفروا ووجدوا السلطان قد حنى ظهره على ولده ليقيه الموت. فزعم بعضهم أنه خرج ميتاً وزعم بعضهم أنه أخرج حياً فأجهز عليه، وحمل ليلاً إلى مقبرته التي بناها خارج البلدة المسماة باسمه تغلق أباد فدفن بها. وقد ذكرنا السبب في بنائه لهذه المدينة. وبها كانت خزائن تغلق وقصوره، وبه القصر الأعظم الذي جعل قراميده مذهبة، فإذا طلعت الشمس كان لها نور عظيم وبصيص يمنع البصر من إدامة النظر إليها، واختزن بها الأموال الكثيرة. ويذكر أنه صهريجاً وأفرغ فيه الذهب إفراغاً، فكان قطعة واحدة. فصرف جميع ذلك ولده محمد شاه لما ولي، وبسبب ما ذكرناه من هندسة الوزير خواجه جهان في بناء الكشك الذي سقط على تغلق، وكانت حظوته عند ولده محمد شاه وإيثاره، فلم يكن أحد يدانيه في المنزلة لديه، ولا يبلغ مرتبته عنده من الوزراء ولا غيرهم.
    ● [ موت السلطان غياث الدين تغلق ] ●
    وتولى ابنه محمد على المُلك

    لما مات السلطان غياث الدين تغلق شاه ملك الهند والسند، استولى ابنه محمد على المُلك من غير منازع له ولا مخالف عليه. وقد قدمنا أنه كان اسمه جونه. فلما ملك تسمى بمحمد، واكتنى بأبي المجاهد. وكل ما ذكرت من شأن سلاطين الهند، فهو مما أخبرت به وتلقيته أو معظمه من الشيخ كمال الدين بن البرهان الغزنوي قاضي القضاة. وأما أخبار هذا الملك فمعظمها مما شاهدته أيام كوني ببلاده.

    من السلطان معز الدين الى السلطان غياث الدين تغلق Fasel10

    رحلات إبن بطوطة
    الجزء الثانى
    منتدى توتة وحدوتة - البوابة
    من السلطان معز الدين الى السلطان غياث الدين تغلق E110


      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 23 نوفمبر 2024 - 3:14